مشاركة «القومي» في اعتصام أمام «الأونروا» للنازحين الفلسطينيين من الشام مهدي: سنظلّ مناضلين ومقاومين على طريق تحرير فلسطين حتى نصلها منتصرين
في إطار تصعيد التحرّكات الشعبية الرافضة لقرارات الأونروا، وللمطالبة بخطة طوارئ إغاثية وصحية وتربوية عاجلة، وإسناداً للإعتصام الرئيس أمام مكتب لبنان الإقليمي، نظّم النازحون الفلسطينييون المهجّرون من الشام، اعتصاماً غاضباً أمام مقر الأونروا الرئيس في منطقة بئر حسن، شارك فيه ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، مسؤولو اللجان المنظِّمة والمشرفة على اعتصام المهجَّرين، وممثلو اللجان الشعبية والمؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، ومهجّرون فلسطينيون من كافة المناطق اللبنانية، وحشود شعبية من المخيمات.
وكانت في الاعتصام كلمة للمهجّرين الفلسطينيين من الشام ألقاها أحمد طعمة اعتبر فيها أنّ الاعتصام المفتوح أمام مقر الأونروا هو لرفض القرارات الجائرة للمؤسسة الدولية التي طالت 27 ألف فلسطيني مهجّر من الشام، متسائلاً عما حلّ بالوعود التي قطعتها الأونروا لجهة استمرار المساعدة النقدية للعائلات الفلسطينية المهجّرة.
وكانت كلمة مقتضبة للناطقة الرسمية باسم الأونروا هدى السمرة، أعلنت فيها أنها موكلة من المدير العام للوكالة كلاوديو كوردوني بتسلّم المذكرة من المعتصمين، مؤكّدة في كلمتها على المطالب المحقّة للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من الشام.
وأعلنت السمرة أنّ الأونروا أطلقت نداء عاجلاً للحصول على المزيد من التمويل، مؤكدة أنّ الوكالة لا تتنصّل من مسؤولياتها، وهي أُنشئت لغوث ومساعدة عموم اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن إنتشارهم.
وسلّم المعتصمون إلى السمرة مذكرة مزجهة إلى المفوض العام لوكالة الغوث فيليب لازاريني والمدير العام للأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني.
وجاء فيها: نتقدّم إليكم باسم اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية وعموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من خلال اعتصامنا المفتوح أمام مكتب لبنان الإقليمي في بيروت في الخيمة 194 منذ 2022/1/11.
وما افتراشنا للأرض والتحافنا للسماء إلا لنعبّر لكم عن رفضنا لقراركم الجائر بقطع بدل الإيواء والغذاء عن سبعة وعشرينَ ألفاً من الفلسطينيين السوريين المهجرين من سورية إلى لبنان وهي الشريحة الاجتماعية التي وصفتموها بأنها الأكثر فقراً وهشاشة وحاجة للمساعدة والتي تعاني من واقع اللجوء المضاعف وأنّ الإجراء المفاجئ يتناقض بشكل تامّ مع وعودكم بأن تبقى المساعدة النقدية أولوية في ظلّ تفاقم الأزمة اللبنانية وانعكاساتها المضاعفة على واقع المخيمات والتجمعات الفلسطينية ونسيجها الإجتماعي والوطني.
إننا وإذ نرفع الصوت عالياً واحتجاجاً أمامكم، فإننا نطرح التساؤلات عن جدوى الدراسات والمسوحات الاقتصادية والتقارير المرفوعة إلى الدول المانحة حول واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ولنسأل عن الجهود المبذولة لدفع المجتمع الدولي الإيفاء بتعهّداته والتزاماته المالية وتوسيع قاعدة المانحين في تمويل الأونروا.
إننا نرى في استمرار الأزمة المالية للأنروا استهدافاً سياسياً واضحاً لقضية اللاجئين وحقهم في العودة رافضين استسهال معالجتها على حساب اللاجئين وحقوقهم كخطوة نحو تجويفها من مضمونها في سياق اتفاق الإطار المرفوض من الكلّ الفلسطيني.
إننا نجدّد مطالبتكم للعمل على ما يلي:
1 ـ التراجع الفوري عن القرار اللاإنساني الذي اتخذته الوكالة بتاريخ 15/12/2021 والشروع الفوري بتوزيع بدل إيواء كامل وبدل غذاء كامل وتقديم المساعدة الشتوية السنوية لجميع اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية إلى لبنان بشكل عاجل وتأمين الرعاية الصحية الكاملة وتسهيل الإجراءات الإدارية المتعلقة بتسجيل العائلات الحديثة.
2 ـ تسوية الأوضاع القانونية المتعلقة بالإقامة مع الجهات المختصة خاصة لمن لا يملك أوراقاً ثبوتية أو لمن دخل الأراضي اللبنانية بعد 16/9/2016، والذين اضطروا للدخول خلسة ومن وضعت أوراقهم للترحيل.
3 ـ توفير الرعاية الصحية الكاملة والتخلص من الروتين الإداري المتعلق بالإحالات الطبية، وتحسين الاستفادة من الدولار الصحي وتسهيل إجراءات التحاويل وتغطية دخول الطوارئ وكافة العمليات الجراحية الساخنة منها والباردة وتوفير خطة طوارئ خاصة بأصحاب الأمراض المستعصية.
4 ـ سدّ الشواغر الوظيفية وفتح باب التوظيف بعيداً عن الاستنسابية والمحسوبية وتوفير فرص عمل للاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية في الأونروا باعتبارهم محرومين من العمل (بشكل مطلق).
5 ـ توفير كافة متطلبات العملية التربوية بما فيها بدل النقل لجميع الطلاب وتوفير الكتب الدراسية والقرطاسية وسدّ الشواغر الوظيفية وتوفير البيئة الصفية الصحية باعتبار أنّ الحق في التعليم لا يتجزأ.
6 ـ مصارحة شعبنا وبشكل علني عن الأرقام المالية المتوفرة في صندوق الطوارئ وتكريس مبدأ التشاركية والشفافية والعمل على إعادة الاعتبار لهذا الصندوق والإفصاح عن التعهّدات المالية الخاصة به وبذل كلّ الجهود المطلوبة لتوفير الموازنات المطلوبة له بعيداً عن سياسة التقليص.
7 ـ المسارعة إلى توفير خطة طوارئ إغاثية وصحية وتربوية عاجلة شاملة ومُستدامة وفتح باب الاعتماد لعائلات جديدة في برنامج الأمان الاجتماعي ورفع قيمة المساعدة المالية المقدمة والإسراع في تنفيذ مشاريع تحسين المخيمات.
إننا ندعو إدارة الأونروا إلى تدارك حالة الاحتقان الشعبي الآخذة بالاتساع نتيجة زيادة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية سوءاً، وانّ الوكالة تبقى المرجعية الخدماتية الأولى المعنية بتوفير الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية والتشغيلية إلى حين عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين تنفيذاً للقرار رقم 194، مع التأكيد على مواصلة تحركاتنا السلمية والحضارية وإمكانية رفع وتيرتها وصولاً لإنجاز مطالبنا العادلة والمحقة.
مهدي
بعد الاعتصام انطلقت مسيرة من أمام الباب الغربي لمقر الوكالة إلى الباب الرئيس، حيث مقر الخيمة رقم 194، حيث كانت كلمات فلسطينية ولبنانية وكلمة لناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي قال فيها:
نحن نؤمن أنّ ابن شعبنا الفلسطيني سواء أكان مقيماً في فلسطين أو لبنان أو الشام أو الأردن أو الكويت أو العراق، فهو يقيم على أرضه القومية وبين شعبه، وله مطلق الحق بالاستفادة من كافة الحقوق المدنية والاجتماعية تحت العنوان الأساس وهو التمسك بحق العودة.
أضاف: لتسمعنا وكالة الأونروا وكلّ أجهزة الأمم المتحدة من أمينها العام حتى أصغر موظف فيها: إذا أردتم إنهاء ملف اللجوء، فالحلّ الوحيد هو بعودة كلّ أبناء شعبنا الفلسطيني إلى فلسطين التي هجّروا منها.
لقد ابتدأت الجريمة مع وعد بلفور الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق. واستمرت الجريمة بقرار تقسيم فلسطين التي هي حق تاريخي لكلّ أجيال أمتنا السابقة والحالية والقادمة.
وهذه الجريمة لا تنتهي إلا بعودة كلّ فلسطيني إلى أرضه وبيّارته ومنزله.
سنظلّ نتوارث حق العودة من جيل إلى جيل حتى نحقق عودتنا إلى فلسطين 27027 كيلو متر مربع لا تنقص «عرق ميرمية واحد».
أدامكم الله بهذه الهمة على طريق تحرير فلسطين مقاومين مناضلين ثائرين، فنصلها منتصرين لنرفع فوق عاصمتنا القدس علم فلسطين وفوق كلّ أرضنا الفلسطينية وإلا شهداء على طريق التحرير.