أخيرة

«قصة الأرض في سورية» أول إصدارات وزارة الثقافة السوريّة عام 1961 ومجلة الموقف الأدبيّ تُعيد طباعته ضمن سلسلة كتاب الجيب

أعادت مجلة الموقف الأدبي طباعة كتاب «قصة الأرض في سورية» ضمن سلسلة كتاب الجيب، وهو من أول الإصدارات التي نشرتها وزارة الثقافة في سورية بعيد تأسيسها في عام 1961، حيث عرض مؤلفه الباحث منير الشريف لمراحل تاريخية من طرائق التعامل الزراعي والاقتصادي مع الأرض عبر سلسلة من الحضارات شهدتها سورية منذ أكثر من ألفي عام.

ويرى الباحث ديب علي حسن الذي قدّم الكتاب أن القيمة الحقيقية لهذا العمل تتمثل بما يكشفه عن تقدم مذهل في التعامل مع الأرض عرفه السوريون منذ العصور الغابرة عندما أقاموا مدنهم وأشادوا حضاراتهم على شواطئ الفرات ودجلة واستصلحوا الأراضي، كما في أوغاريت، ناشرين المعرفة والعلم في كل مكان ولهذا وصفت سورية بأنها أيقونة الأرض ومنبع الحضارات.

وقال الباحث حسن إن الكتاب يتناول نضال السوريين للحفاظ على الأرض ويظهر بالوقائع والأرقام والدلائل ما عاث به الغزاة من فساد وكيف عملوا على استغلال أرض سورية وحين لم يستطيعوا دمّروا الحجر وأحرقوا الشجر.

ويعرض الكتاب الظلم والإجحاف الذي لحق بالسوريين من الغزاة من يونان ورومان وبيزنطيين الذين سعوا لاستغلال الخيرات التي تعطيها الأراضي السورية ولم يتركوا لأصحابها سوى الفتات وأرهقوهم بالضرائب الفادحة.

ثم يمضي الكتاب في رحلة تاريخيّة إلى العصر العربي الإسلامي، حيث قسمت هذه الأراضي وحدد مقدار الضرائب عليها حيث يشير مثلاً إلى أن الضريبة على الكروم كانت ديناراً واحداً لكل ألف شجرة زمن عبد الملك بن مروان.

ويتحدّث المؤلف عن حجم الضرائب الهائل الذي أثقل بها الاحتلال العثمانيّ كاهل المزارعين وملاك الأراضي السوريين اذ بلغت 90 نوعاً خلال حكم بايزيد الثاني فضلاً عن فرض نظام السخرة وتلزيم جمع الضرائب لأفراد مقابل مبالغ يؤدونها للعثمانيين.

ويتوقف الكتاب مطولاً عند الاحتلال الفرنسي وسياسته في استغلال الأراضي في سورية بأبشع الطرق من نهب الأوقاف الإسلامية وحض الشركات الفرنسية على امتلاك الأراضي والهيمنة على منابع المياه كما أضاف هذا الاحتلال ضرائب جديدة عن التي كانت موجودة زمن العثمانيين.

ويختتم الكتاب فصوله بالحديث عن ملاك الأراضي الزراعية في سورية بعد الجلاء وأغلبهم من الاقطاعيين وعن قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر سنة 1959 وحدّد ملكيات هذه الأراضي.

وحول الكتاب تحدثت رئيسة تحرير مجلة الموقف الأدبي فلك حصرية بأنه يجسد تاريخ سورية العريق ويسلط الضوء على تمسك أبناء سورية بأرضهم وعدم التخلي عن حبة تراب منها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى