هزلت…
أما الشيء الذي يلفت الانتباه ويستدرج أيضاً كثيراً من التساؤل عن كمية الارتهان والتبعية لهذا المجلس، الذي يطلق عليه مجلس التعاون الخليجي، فهذه المطالبة بالامتثال للشرعية الدولية، لنتبيّن بعد قليل انّ تلك الشرعية تختصر في القرارين 1559 و 1701، فإذا كانت الشرعية الدولية لهذه الدرجة تقضّ عليكم مضاجعكم لأنها لم تنفذ بالحذافير في القرارين المذكورين أعلاه، إذاً لماذا لا تطالبون بتطبيق كلّ قرارات الشرعية الدولية مثل القرار 242 والقرار 194، وقرارات عودة اللاجئين ومنع الاستيطان، لماذا تجتزأ الحقيقة كيفما تشاؤون، أو بالأحرى كيفما يريد الأميركي و”الإسرائيلي” الذين هم في الواقع وراء هذه المبادرة وليس سواهم، وما مجلس التعاون الخليجي إلا الأداة والواجهة المنفذة لتلك المبادرة…
لقد أصبح اللعب ع المكشوف، ولكن الشيء الذي يثير كمّاً كبيراً من الكوميديا والسخرية على مشهد هذه الدول التي تؤمَر فتنفّذ بدون عقل وبلا إرادة، هو انّ هذه المبادرات ومحاولة فرض الإملاءات قد جرّبت قبل ذلك مع سورية، ثم مع قطر مع الفارق، وجميعها فشلت، تقدّم الإملاءات، ويقدّم معها الشروط المطلوب تحقيقها، ويوضع زمن قصير، أيام قليلة، للامتثال، ثم بعد ذلك التهديد، حتى أنّ هذه الطريقة تفتقر الى أبسط بديهيات البروتوكول والتعامل بين الدول، المضحك في الموضوع هو، هل يظنّ هؤلاء الأدوات انّ حزب الله على سبيل المثال، والذي خاض حروباً على كلّ الأصعدة، ضدّ قوى الهيمنة، ضدّ “إسرائيل”، ضدّ الإرهاب، وقدّم تضحيات جلّى، وخرج من جميع حروبه منتصراً، سيأتي بعد كلّ ذلك ويقدّم سلاحه طائعاً مختاراً لمجلس أقلّ ما يُقال عنه، إنه لا يملك قراره، وهو لا يعدو كونه أداة طيّعة في يد أميركا و”إسرائيل”، بالفم الملآن، هزلت…