أشْـعَـرُ الناسِ
} يوسف المسمار*
ميزةُ الشِعـرِ أنْ يكـونَ انْـطـلاقـاً
مِنْ جُـذورِ الحـيـاةِ لا مـن خـواءْ
يبعثُ الدفءَ حيثُ يَمْضي انتعاشاً
في عـروق الوجـودِ نـور اصطفـاءْ
يستحـثّ العـقـولَ في نبـضِ فجـرٍ
يسـتعـيـدُ الحيـاةَ خصب اعـتلاءْ
فهـو هـمسُ الإلــهِ لحـنـاّ عـلـيّـاً
يجعـلُ الخـلـقَ في رحابِ السناءْ
هُـوَ وحيٌّ الإله نـوراً وعـطـراً
في فضاء العـلاءِ والارتـقـاءُ
أصدقُ الناسِ شـاعِـرٌ نَهْـضَويٌّ
يَـمـلأُ الكـونَ بالهُـدى والـرجاءْ
ويَـشُــقُّ الـدُروبَ للـخلق حَـتَّى
تُصـبِحَ الأرضُ للسماءِ السماءْ
ويحثُّ النفوسَ بالشعـرِ روحـاً
لا ترى في الوجود إلا النقـاءْ
انـمـا الشـعـرُ نـبـعُ وعيٍّ وفـكـرٍ
دائـــم الـدفــقِ مُسـتـمـر البهـاءْ
فاذا الشعـرُ لم يكن فـيـض نـورِ
في الملمـات كـان لغـز الـفـنـاءْ
فارفـعـوا الشعـرَ يا أبـاةً مـنـاراً
فهو شمسٌ تضيءُ دون انطفـاءْ
أشعـرُ الناس مَن تعـالى بعـقـلٍ
وارتضى في الجهاد نهج الوفـاءْ
فأنـــارَ الـدروبَ للـنـاسِ حـتى
لا يضلّـونَ في سـرابِ العـمـاءْ