أوكرانيا تشعل حروب الطاقة ولا حرب عسكريّة في الأفق
محمد صادق الحسينيّ
القيصر الروسيّ لن يرضيه أقلّ من تغيير النظام النازي في كييف!
والشيطان الأكبر لن يقبل أقلّ من تعطيل مشروع السيل الشمالي الروسي…
وفيما يملك بوتين زمام المبادرة في أوكرانيا بعد أن حسم موازين القوى الاستراتيجية لصالحه هناك، يتصرف بايدن بردود الفعل ويحاول ان يعرقل خطط روسيا للسيطرة على حوض الدون جنوباً والزحف الى العاصمة الأوكرانية من خلال فتح النيران الاقتصادية ضدّ خصمه الروسي.
الأنباء الواردة من الميدان الأوكراني تفيد بأنّ بوتين استطاع التسلل بكتيبتين من القوات الخاصة الخفيّة الى داخل محيط كييف مع معدّاتها وتثبيت مواقع لها وهي تنتظر أوامر الكرملين للإطاحة بحكم زيلينيسكي النازي عندما تحين اللحظة، فيما تعاونها مجموعات متمترّسة في بلدات حوض الدون او الدون باس.
قامت واشنطن في هذه الأثناء بتحريك أكثر من ثلاثين ناقلة غاز مُسال من الولايات المتحدة باتجاه أوروبا بهدف إغراء أوروبا بالغاز الأميركي والضغط على حلفها الأطلسي ليستغني عن غاز السيل الشمالي الروسي.
على الجهة الأخرى طلبت واشنطن من الدوحة الاستعداد لإمداد أوروبا بنحو مئة ألف متر مكعّب من غازها، سيتمّ عملياً خصمها من تلك الكميات التي يفترض أن تذهب الى الصين، ما يؤدّي عملياً للضغط على بكين حليفة بوتين في المواجهة العالميّة المفتوحة بين الشرق والغرب حول الطاقة.
من الآن حتى تحسم معركة تموضع أوكرانيا النهائيّ في هذه المواجهة، وغالباً ما ستكون لصالح الروس، ستظلّ ملفات العالم الأخرى تتأرجح بين الخوف والرجاء، خوف تسعير الجبهات أو الرجاء بعقد تسويات تبدو في غاية الصعوبة.