ماذا لو،؟
ماذا لو خرج علينا سماحة السيد وقال طالما ان التخلّي عن السلاح أصبح مطلباً عربياً دولياً إقليمياً محلياً، فإننا لا نرى غضاضة في ان نقوم بتسليم السلاح، ونرجو من المنظمات الدولية ان تقوم بمهمة تسلّم السلاح والتصرف به من تفكيك وتخزين وإزالة حسبما تقتضيه المتطلبات، وسنتعاون مع هذه المنظمات بما يضمن تنفيذ المهمة على أكمل وجه، وكفى الله المؤمنين شر القتال، ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لسنا بحاجة الى استبصار المستقبل، ولسنا نحتاج الى عرّافٍ لاستشراف ما سيترتب على ذلك…
فقط انظروا وتأمّلوا ماذا حدث للفلسطينيين حينما قرّر «دعبس» ان يناضل بطريقة لاعنفية سلمية، ومن خلال التفاوض، طارت الضفة الغربية، من 60 ألف مستوطن مع بدء المرحلة الدعبسية إلى مليون مستوطن، ومش مهمّ يا جماعة، ما المفاوضات ماشية، والدولة جاية، تفاخر «دعبس» على الملأ بأنه حتى السكاكين الصغيرة يقوم بمصادرتها من تلاميذ المدارس، ثم يعاقبهم على حملها، يُقتل الشاب الفلسطيني أو الشابة الفلسطينية ويُترك لينزف حتى الموت، وما على المستوطن أو الجندي «الإسرائيلي» سوى ان يدّعي بأنّ الشاب أو الشابة حاول طعنه…!
تُهدى القدس بمقدّساتها وبكلّ قيمتها التاريخية والمعنوية والدينية الى الاحتلال، فيقول «دعبس» لترامب، يخرب بيتك، تنقل السفارة الأميركية الى القدس تكريساً للتهويد، فيقول «دعبس» للسفير الأميركي في القدس، يا ابن الكلب، يعني فازوا بالأرض وسرقوا البلاد واستولوا على المقدّسات، ولكننا أشبعناهم شتماً!
بعد هزيمة 67، أرسل عبد الناصر داهيه الدبلوماسية المصرية محمود فوزي الى الأمم المتحدة ليخوض الحرب السياسية، ولم يمض قليل وقتٍ حتى بعث محمود فوزي لعبد الناصر رسالة قال فيها، أعطني قوةً ودعني أتكلم، فهم عبد الناصر الرسالة تماماً، وبدأ حرب الاستنزاف، أمام عدوّ كهذا، لا يحمل بين جنبيه ذرة من الأخلاق أو الإنسانية، 99% من مقومات النصر هي القوة، سيطير النفط، وسيطير الغاز، وستطير مزارع شبعا والغجر، وستطير مياه الليطاني، وسيُوطن الفلسطينيون والسوريون، وفوق هذا وذاك ستصبح قيمة الإنسان اللبناني صفراً مكعّباً، كما حصل حينما قرّر «دعبس» أن يخوض الصراع بطريقة لاعنفية مع عدوٍّ لا يفهم سوى لغة القوة…