استحمار…
إحدى إعلاميات “مملكة الخير” تحاور إعلامياً “إسرائيلياً”، وكان الحديث يدور حول انفجار حدث في أحد أسواق بغداد، نفذه انتحاري وأدّى الى استشهاد حوالي أربعين شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء، فتقول هذه الإعلامية للمذيع “الإسرائيلي”، “إنتو حلوين، ولا بأس ان تكونوا وراء هذا الإنفجار، وحتى لو فعلتم المزيد من الإنفجارات، فلا بأس في ذلك، فأنتم حلوين”، إلى هذه الدرجة وصل عهر إعلاميّي “مملكة الخير”.
إعلامي آخر يرى بأنه لا يثق باستضافة فلسطيني في بيته، هو لا يثق بأيّ فلسطيني، ولكنه على استعداد لاستقبال أيّ يهودي أو “إسرائيلي” في بيته مع كلّ الحب! هذا هو المزاج الذي يصطنعه ابن سلمان، مع الإلحاح الإعلامي، لخلق حالة من القبول لـ “الإسرائيليين” وتلميع صورتهم وتحبيبهم الى الناس، وفي ذات الوقت بث روح الكراهية للفلسطيني وليس الفلسطيني فحسب، هم يحاولون الترويج لثقافة شيطنة كلّ ما هو مقاوم، فلسطيني أو لبناني أو يمني أو إيراني، وتلميع صورة كلّ من هو قابل للتوحش “الإسرائيلي” الغربي…
المصيبة أنّ الطرف الآخر ومهما فعل هذا الأعرابي الغبي، لا يقبل به ولا يعتبره إلّا إنساناً من الدرجة العاشرة! كبير حاخامات “إسرائيل” يعترض في أحد لقاءاته على تسمية ما يجري بالتطبيع، هو يرى أنّ التطبيع يتمّ بين جنسين متكافئين، ولكن هؤلاء العرب ليسوا في مستوى “الإسرائيليين”، هؤلاء، ويقول بالحرف الواحد، “هؤلاء هم حمير لا يفيدون في شيء سوى أن نركبهم، وكلّ ما عدا ذلك هراء”! هل يقرأ هؤلاء المطبّعون الأغبياء ما يُقال عنهم في أدبيات شعب الله المختار، ام انّ أمر العمليات صدر لهم بالتطبيع العملي والتحالف مع شعب لا يرى فيهم سوى “غوييم”، أيّ قطيع من الأغيار يقادون بالسوط والتقريع والاستعباد والدونية، مبروك عليكم انتقالكم من مرحلة الاستعمار إلى مرحلة الاستحمار.