صباحات
} 28-1-2022
صباح القدس للأمور تذهب لنهاياتها، وللحرب تتلو آياتها، فكما يبدو مأزق الذين صعدوا اعلى الشجرة، أنهم عاجزون عن النزول وعاجزون عن البقاء بلا ثمرة، ففي حرب اليمن المتقادمة، وحرب أوكرانيا القادمة، يبدو أن السيف لا يزال اصدق إنباء من الكتب، في حده الحد بين الجد واللعب، وتبدو واشنطن تستمتع بترك حلفائها وقد سخنت رؤوسهم، يختبرون بأسهم ويفشلون، لتفاوض على هزيمتهم، ان تعقلوا وتعلموا دروسهم، ولانت عزيمتهم، وان كابروا وتفاخروا فتستخدم يأسهم، وتستنزف خصومها، وهي لن تشرب كأسهم، وتكفيها همومها، لذلك تقول لرعاياها ارحلوا فالبلاد غير آمنة، وليست صدفة ان تأتي التحذيرات متزامنة، وتقول لحكام الإمارات وأوكرانيا، سنبيعكم السلاح واللازانيا، فقد تحتاج جيوشكم للوجبة الساخنة، فسدّدوا فواتيركم، واستنفروا اولادكم، ودقوا نفيركم، وخربوا بلادكم، فحرب الطلقات الأخيرة للمغفلين، الا في فلسطين، ومع سعر النفط المرتفع، ومعه ارباح الشركات تزداد، وموازنات الدول تتسع، لشراء السلاح والعتاد، تربح اميركا مرتين، مرة لشركات النفط وأخرى لشركات السلاح، وبايدن المثقل بالدين، يمكن له أن يرتاح، وتلك لعبة الأمم، يلعبها الأتباع بلا تبصر، وتخوضها الشعوب وتصبر، وتأتي النهايات الحميدة، في مواعيد غير بعيدة، وقد صار الوضع قاب قوسين من التبلور، والمطلوب مقدار من التدبّر، وهذا ما اثبت اليمن فيه تمرسا، وأظهر الروس فيه تمترسا، فلا خوف ولا ضرر، من تلقين الدروس والعبر، وفتح الباب للتراجع والتسويات، عندما تأتي المبادرات، لأن المهم هو حفظ السيادة، وقوة الإرادة. وهذا فائض القوة، والقيمة المضافة، لا تأخذه نشوة، ولا خطابات السخافة، وغداً لناظره قريب، ستظهر النتائج، من هو المفكر والفارس والأديب، ومن هو الثور الهائج.
} 29-1-2022
صباح القدس للردع يأتي بالثمار، ولعودة طليعة العدوان من الديار، فهذا ما يحدث في شبوة واطراف مأرب، ما بين مشرق سقوط الصواريخ والمغرب، وتثبيت معادلة الردع القريب والبعيد، وعنوانها لا يفل الحديد الا الحديد، واحاكي الكنة لتسمع الجارة، من بيته من زجاج لا يراشق بحجارة. فلا تصدقوا من قال لكم، ان الصواريخ دمرت بقصف صنعاء، ثم قال انكم، بلاد غير مأمونة للغرباء. فهذا هو الاميركي الذي يبحث عن الأمان لقواته تحت الطاولة، ويضحك عليكم بالحديث عن السعي والمحاولة، ومثله الإسرائيلي الذي يتحدث عن تقديم المعونات، وهو يضرب الأخماس بالأسداس، مرة يفكر بإيلات، ومرة بصواريخ اليمن مع الجهاد وحماس، والرهان على تأثير انخراط ايران في المفاوضات، على قوة الرد من اليمن، مجرد تهيؤات، عفا عليها الزمن، والعاقل من لا يبالغ بالعنتريات، وهو يعرف طبيعة الدولة التي بناها، دولة لا تصلح للمواجهات، تشتري الأمن بالتفاهمات، لتتغاوى بالأسواق وتتباهى، ولكم تصح مقولة هانوي لا تصير هونغ كونغ ولا سنغافورة، وما دمتم قد اخترتم فالتزموا بالإطار والصورة، الحرب ليست لكم فتعقلوا، قبل أن تتبهدلوا، ولا ينفع الندم، اذا اول برج تهاوى او انهدم، ولا زال اماكم مجال، لإنهاء الحصار والاحتلال، والانسحاب بأمان، بوقف العدوان، أما اليمن الفقير والمصاب، فاعلموا انه يتقن الصمود والعقاب، ومن حسن حظكم حكمة القيادة، في ادارة حرب السيادة، انها تفسح لكم المجال، لإعادة النظر، والخروج من القتال، وتخفيف الخطر، أما الصواريخ والمسيّرات، فمنها آلاف ومئات، وهي فخر الصناعات، فلا تراهنوا على ضعفها، وكلما راهنتم زادت ضعفها، وقد صارت تقرأ في الكتاب، وتراكمت الخبرات، عند أجيال الشباب، فكفى تهوينا بمقدرات اليمن، ونشر الخطاب العنصري، فالفقراء هم حماة الوطن، اقرأوا الزمخشري، في تفسير سورة الحشر، ومن حيث لم يحتسبوا، وكيف يصنع النصر، على الذين تفرعنوا وأعلى خيلهم ركبوا.
} 31-1-2022
صباح القدس للتوقيت، وذكاء التوقيت نصف الحرب، كإشعال عود كبريت، عندما يصير البارود بالقرب، فما كاد يصل رئيس الكيان، حتى انقلبت كفة الميزان، وكانت الصواريخ بالانتظار، تهطل كالإعصار، لتقول إن التطبيع من خارج الزمن، وإن اليد العليا لليمن، وإن لا مستقبل للتطبيع، وأن الأمة ليست القطيع، وان الحماية الاسرائيلية كذبة، والردع الأميركي لعبة، وان البلاد للعرب، والعروبة ليست حكام النفط والكاز، والعروبة تعرف الغضب، ولا تحتاج لفك الألغاز. فالعروبة هي فلسطين، وهذا الخبز من ذاك العجين. فمن هان او خان سقط، ومن قاوم هو العربي فقط، وفي حرب اليمن ما اكثر العبر، كمثل كثرة الخطر، لكنها مليئة بالدروس، دقيقة كرأس دبوس، طويلة كثوب العروس، ومثله بيضاء الخاتمة، للشعوب وليس للدهماء الحاكمة، ومن يعتقد أن جبروت أميركا قابل للتسييل، او مثله قوة “اسرائيل”، فليسأل لماذا انسحب الأميركي من أفغانستان، ولماذا لا يشن الإسرائيلي حرباً على لبنان، ومن امتلك الجواب يعرف أين يدق الباب، فلا يخاطر باللهاث وراء عاجز او مهزوم، ويطلب الشيء من فاقده، هكذا تقول العلوم، وهذه هي القاعدة، فاقد الشيء لا يعطيه، والمكشوف يحتاج من يغطيه، وها هم جميعاً كل أمامه عقبة، وكلهم يتحسس الرقبة، يريد ان ينجو على حساب الحليف، ويبيعه معسول الكلام، لكن الجبان والضعيف، يخوض حربه في الإعلام، أما اليمن الفقير والمظلوم والمقهور، فقد صنع المعجزة بين القبور، وقرر بمظلوميته ان يصنع الانتصار، وان يهزم الظالم الجبار، فالحرب فعل ارادة وعقول، والصبر فيها يكسر المعقول، وعبقرية اليمن في صناعة المسيرات والصواريخ، تكتب الحرب وتدخل التاريخ، وايام الحرب باتت معدودة بالنسبة للإمارات، حيث السماء للمسيرات، وحيث الأبراج والمدن والتجارة، لا تحتمل في الحرب خسارة، ومن بيته من زجاج لا يضرب الغير بالحجارة.
} 1-2-2022
صباح القدس لكشف العملاء، وتفكيك شبكات الاختراق، لأنها كشفت معها جماعة الرياء، وخطاب الكذب والنفاق، ويسجل لفرع المعلومات، انه ظهر جاهزاً من خارج السياق، لتأكيد الخيارات، كأساس للوفاق. فلبنان مكشوف أمام الإسرائيلي، وفي دائرة الخطر، فلا تستطيع ان تقولوا دعوني أغني مواويلي، وتبالغ في البطر، فأصل الاختراق يبدأ في العقول، وما تقوله المشاعر، بتغيير وجهة المعقول، وما يقوله فنان او شاعر، قبل ان تتحرك آلات التجسس، وتبدأ بالتلمس. فكل من يسقط روح العداوة ويتحدث عن ان للتطبيع فوائد، ويبدأ بشرح النتائج والعوائد، ينصب لبلده الكمائن والفخاخ والمكائد، لأنه يكشف عقولا ونفوسا أمام الشبكات المعادية، ففي الحرب والسياسة لا توجد بادية، فكل شيء متداخل، بين الخارج والداخل، فكل الذين يسعرون العداء للمقاومة، يرفعون جدار الكراهية لها، ويجعلون العلاقة بالعدو موضوعا للمساومة، والعمالة هذا أولها، فوحدة المشاعر وسقوط جدران العداء، هي التي تفتح العقول والقلوب للأعداء، والذين صنعوا للعروبة وجهة غير فلسطين، وللسيادة وجهة التخلص من السلاح، هم الذين ساهموا بتجنيد اللبنانيين، لشبكات العدو تاركين الوطن يُستباح، ومثلهم الذين خرجوا بعد كشف الشبكة، وشكلوا جبهة مشتركة، تخفف من وطأة العمالة، وتصوّرها مجرد تعبير عن الانهيار، وهم على لوائح التمويل، ينتمون الى الحثالة، التي تقول ان الفساد نتاج نظام يقوده سمسار، فلا تعتبوا أو تحاسبوا فاسدا او عميل، والمقاومة التي تبذل الغالي والنفيس، لحماية الوطن من الجواسيس، لا تدخل سوق التنافس على نسبة الإنجاز، كما لا تدخل في نقاش حدود ترسيم النفط والغاز، لأن همها النتائج، بالفصحى وبالدارج، فأن تستنفر الدولة لملاحقة العملاء، أهم من لعبة الأسماء، والمطلوب هو رد الاعتبار، لمفهوم حماية الوطن، ورد الأخطار، ومواجهة الفتن، وتلك بالأصل مهمة الدولة، هذه الجولة وفي كل جولة.
} 2-2-2022
صباح القدس لليوميّات في شهر شباط، وكل ما فيها معاكس للإحباط، من الثورة الإسلامية في إيران، إلى انتفاضة المقاومين في لبنان، وذكرى القادة الشهداء، وكيف يصنع النصر بالدماء. ففي الأول منه كان الامام الخميني يعود الى طهران، وكان الشعب والثوار يحسمون النصر في الميدان، وكان الشعار اليوم إيران وغداً فلسطين، شعار ثابت وقد تجاوز الأربعين، وقدمت في سبيله التضحيات، وترجم دعما بلا حدود للمقاومات، وأنجز ببركة الصدق والالتزام، تقدما هائلا الى الأمام، فبعدما دخل الاحتلال الى سيدة العواصم، ونفذ المجازر وعين له حاكم، واعلن أمن الجليل، ها هي اليوم تترنح “اسرائيل”، وبعدما طبع مع البعيد والقريب، تساقطت عليه الصواريخ في تل ابيب، ولاحقت رئيسه الى ابو ظبي، وقد ظهر المطبع كم هو غبي، يطلب من الكيان أن يغطيه، وفاقد الشيء لا يعطيه، وفي الذكرى تتعملق إيران كدولة للتطور التقني، والقوة والاقتدار، ويعترف بحضورها العدو والصديق، وبدورها السياسي والأمني، ولا تتراجع عن الشعار، في أيام الوفر وايام الضيق، وبعد ايام تحل ذكرى الانتفاضة، وفي ذكراها سنتحدث باستفاضة، كيف خلعت بيروت ثوب العار، وأسقطت 17 ايار، وكيف هرب المارينز والمتعددة الجنسيات، وبدأ الإسرائيلي بالانسحاب، تحت ضغط المقاومات، يهرب من الشباك بعدما أدخل من الباب، ومثلها ذكرى الشهداء من القادة، عنوان المقاومة والسيادة، مدرسة للعنفوان والكرامة، وسيرة لتقدم المقاومة، جيل ثائر بعد جيل، لا يعرف المستحيل، حتى تزول “إسرائيل”.
} 3-2-2022
صباح القدس لاشتداد الأزمات، وثبات الإرادات، والصراع يبلغ مداه، وتظهر للموهوم حقيقة من صادقه ومن عاداه، فقد اختارت الإمارات أميركا و”إسرائيل” صديقتين لها، وظنت أنها تستطيع بهما فرض حضورها كلاعب في المنطقة، فالتطبيع ثمن لحضور “اسرائيل” فتشترك في الحرب من أولها، واميركا تسلح وترعى لواء العمالقة، وعندها يحسب اليمنيون وإيران الف حساب، ويغلقون على خيار التصعيد كل باب، وها هي الوقائع تقول اليوم إن أحداً لن يتراجع، وان اليمن ومعه مقاومات من العراق تتدافع، لمواصلة الاحتجاج على التطبيع، والاحتجاج بالنار أمام الجميع، وإيران تلفت الانتباه الى ان جلب “اسرائيل” جلب للأزمات، فلينتظر حكام الإمارات، وسيرون ان ليس لهم لحفظ الأمن الا الجار القريب، وان الإسرائيلي مردوع منذ قصف تل أبيب، وأن الأميركي يبيع السلاح ليقبض المال، لكنه لن يحضر للقتال، وأن الاقتصاد الذي يتعرض للخطر، اقتصاد الإمارات ويستفيد اقتصاد قطر، وأن شركات الطيران ستقرر التبديل والتحويل، وستبحث لمطاري دبي وأبو ظبي عن بديل، وبدأت علامات تراجع الاستثمار، وفي البورصة تتدهور الأسعار، والتطبيع لم يجلب الا المصائب، والحسم في اليمن غير متاح، والحاضر يعلم الغائب، أن اليمن يصنع السلاح، فماذا سينتج عن العناد، غير المزيد من الضرر على البلاد، ومن يريد الخلاص السريع، يبدأ بالخروج من التطبيع، وإلا فلتقرأ الرسائل في البريد، كما تقول المسيرات، أن الحرب الى تصعيد، ما لم تتراجع الإمارات، وان العاقل في زمن اتفاق الدول، يحمي رأسه من البيع والشراء، وأول العمل، تصفير حال العداء، والبداية باليمن القريب، وليس من تل أبيب.