كيف تنظر «إسرائيل» لعلاقاتها مع دول التطبيع؟
} عمر عبد القادر غندور*
قال رئيس دولة الاحتلال اسحاق هرتسوغ إنه يعمل مع الإدارة الأميركية على توسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول الإسلامية خلال لقاء عقده مع الجالية اليهودية في دولة الإمارات. وقال الحاخام إيلي عبادي وهو الأكبر في المجلس اليهودي لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» لقد كان من المؤثر رؤية رئيس دولة «إسرائيل» هنا في دولة قريبة للمرة الأولى في التاريخ.
هذا الاهتمام «الإسرائيلي» بتسريع خطوات التطبيع بين دولة الاحتلال وعرب التطبيع، بدأ يتردّد على ألسنة الصهاينة، واعتبارها أولية في سلم الاهتمامات المشتركة، رغم ما تشكو من مخاوف وهواجس وكوابيس.
إذ انّ «إسرائيل» قلقة من إمكانية إبرام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن صفقة بصيغة «أقلّ مقابل أقلّ» مع إيران بشأن برنامجها النووي، محذرة من انّ مثل هذا الاتفاق سيزيد من قدرات طهران في مختلف انحاء الإقليم، مدّعية انّ الدول العربية في الواقع هي رهينة لتهديدات إيران المستمرة باستئناف إنتاج الوقود النووي بالإضافة الى ما أسمته «شرعنة مخالفات الجمهورية الاسلامية لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
ونقل عن مسؤول «إسرائيلي» بارز قوله انّ الدولة العبرية قلقة للغاية إزاء رضوخ الولايات المتحدة لشروط الإيرانيين ما يمثل هدية ضخمة الى النظام في طهران، وشدّد على انّ مثل هذا الاتفاق سيقنع إيران ودول المنطقة لفعالية أسلوب «الابتزاز النووي»، وأوضح انه يبدو انّ الجانب الاميركي قد يمنح إيران صفقة مفيدة بالنسبة لها.»
ويتحدث معهد السياسة والاستراتيجيا «الإسرائيلي» عن المزيد من المتاعب التي تواجه «إسرائيل» في العام الحالي، وفي مقدمها التحديات الاستراتيجية المتعاظمة على أمنها القومي بفعل التهديد النووي الإيراني وقابلية انفجار القضية الفلسطينية في غزة والضفة.
ولأنّ التوصل الى تفاهم في فيينا بات قريباً ثمة من يتحدث في «إسرائيل» عن إمكانية حدوث أزمة في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.
والبارز ما قيل في الساعات الماضية من انّ الاستراتيجية الإيرانية مترابطة وتعمل بهدف تأسيس تأثير إقليمي غايته زعزعة الاستقرار الأميركي في الشرق الأوسط وإيجاد تصدّعات في «الحلف السني – الإسرائيلي».
وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها «إسرائيل» عن « تحالفها «غير المضمون مع المسلمين السنة» في زمن التطبيع الحالي، وحذر حاخام «إسرائيلي» من «المبالغة في الرهان على التحالف مع السنة وهم الأكثرية بين المذاهب الاسلامية يليهم المسلمون الشيعة الأكثر عداء وتصويباً على دولتنا، وعلينا ان نميّز بين أصدقائنا من الحكام العرب وبين شعوبهم الذين يقرأون في كتاب واحد اسمه القرآن وفيه الكثير من آيات التحريض على اليهود، ولا نعلم متى ينقلب علينا عرب التطبيع، ولذلك على دولتنا ان لا تتراخى في منع إيران الشيعية من امتلاك القوة النووية وضرب برامجها العلمية والتسليحية قبل فوات الاوان، ولذلك علينا توثيق المزيد من العلاقات الاستراتيجية مع أميركا والغرب، رغم انّ السياسة الاميركية الحالية لا تروق لنا في الوقت الحاضر وتسعى لتقليص تدخلها في الشرق الأوسط والامتناع عن استخدام الوسائل العسكرية والتركيز على تعزيز الاستقرار الإقليمي بواسطة الديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وهذا ما يجعلنا منكشفين للأعداء، وهو ما يسمح ايضاً بزيادة الضغط على القوات الأميركية في المنطقة»!
وتقول المصادر المتابعة في «إسرائيل» إنّ «المعسكر السني الموالي لأميركا والمرتدع من إيران يسعى الى اتفاقيات وحوار مباشر مع طهران، والمصلحة الخليجية واضحة خشية التصعيد مع إيران من دون مساعدة أميركية والمعركة المستمرة في اليمن وتكاليفها باهظة جداً، وترغب بالحفاظ على استقرار أمني وعدم الانجرار في مغامرات خطيرة والمنطقة في أزمة اقتصادية وصحية عالمية، وإيران الطويلة الأذرع في المنطقة ترغب الأخرى في ترسيخ استقرار النظام ما يعزز تأثيرها الإقليمي، ومن جانبنا علينا تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة بالتعاون الوثيق مع المعسكر السني المعتدل ودول بحر شرق المتوسط!