الرفيقة عبلا حلاوي صادق
ملحمة المرأة القومية الاجتماعية في الحزب بدأت مع أوائل سنوات التأسيس، مع الرفيقة عفيفة حداد، ثم مع عشرات فمئات فآلاف الرفيقات اللواتي انتمين إلى الحزب، وتولّين المسؤوليات، وناضلن، وتعرّضن إلى الاسر والملاحقات والاستشهاد، وأقدمن بثبات وإيمان وعنفوان على تنفيذ العمليات الاستشهادية بتفان وتضحية مطلقين.
تلك الملحمة تستحق أن يُكتب عنها، وان يَكتب من يبحث في تاريخنا عن الدور الهام الذي قامت به الرفيقات على مدى سنوات النضال القومي الاجتماعي: رفيقة، وأمينة، وشهيدة.
منهن الرفيقة عبلا حلاوي صادق التي شيّعها حزبها وأهالي بلدتها الباروك، والسمقانية بلدة زوجها الراحل الرفيق ذوقان صادق بتاريخ 13/10/2010.
ولدت الرفيقة عبلا حسن حلاوي في الباروك عام 1929.
اقترنت من الرفيق ذوقان صادق، من مواليد السمقانية 1923، ورزقا ابناً عام 1947، أسمياه رياض الذي عرف الحزب شبلاً، ثم انتمى في مدرسة الداوودية ونشط حزبياً واستبسل في مقاومة الاحتلال «الإسرائيلي» إلى أن استشهد في 13/10/1982. ثم سعاده عام 1950، فـ ليلى، ثم جهاد وغادة.
انتمت الرفيقة عبلا عام 1958 على يد الرفيق سليم زيدان(1) وبحضور الرفيقين سعيد نصر وعاطف ضو. من الذين انتموا من طلاب الداوودية في تلك الفترة تذكر الرفيقة عبلا، الرفقاء عصام الحلبي، كمال الحلبي، فيصل الحمرا، نديم الفطايري، هشام عبد الولي، فندي ياغي وفريد سليم حمزة.
من مروياتها عن فترة الدراسة، تفيد الرفيقة عبلا في حديث إلى الأمين سعيد ورد، وكان يتولى مسؤولية رئيس لجنة تاريخ الحزب في الشوف، انّ عمل المديرية كان سرياً، بسبب الميول الحزبية المناوئة للمشرف على المدرسة، الأستاذ عارف النكدي. رغم ذلك فإنّ الرفقاء كانوا يقيمون الاحتفالات في المناسبات الحزبية. تتذكر أنه في السنة الدراسية 1958 – 1959 وفيما كان الرفقاء يحيون الأول من آذار حضر الأستاذ شكيب النكدي يتفقد المدرسة، فشاهد الاحتفال، النتيجة كانت إقفال صف البكالوريا. مع ذلك استمرّ نشاط القوميين سراً، ومعه استمرت المراقبة والتشديد إلى أن انضمّ الأمين رياض عزام إلى إدارة المدرسة متولياً مهام الناظر العام، ثم الأمين حافظ الصايغ مدرّساً.
وتضيف انّ لقاءات الرفقاء كانت تعقد في منازل الرفقاء فريد سليم حمزة، جميل سعد، سعيد نصر وحسيب نصر.
نشطت الرفيقة عبلا في الشأن الاجتماعي، وتولت مهام مديرية مركز الباروك الاجتماعي التابع لمصلحة الإنعاش الاجتماعي.
واجهت الرفيقة عبلا استشهاد ابنها الرفيق رياض وكان يتميّز بجرأته وبمشاركته في الكثير من أعمال المقاومة ضدّ الاحتلال «الإسرائيلي»، برباطة جأش وبصلابة إيمانها القومي الاجتماعي. كانت تفخر انها أمّ الشهيد، وتشعر بالاعتزاز كلما روى الرفقاء لها عن بطولاته.
وتقديراً لأدائها الحزبي، منحت الرفيقة عبلا وسام الواجب الحزبي.
بدوره ولد الرفيق ذوقان يوسف صادق عام 1923 في بلدة السمقانية، وانتمى عام 1942 بواسطة الرفيق سميح اليوسف حمادة.
في تقريره المدوّن بواسطة الأمين سعيد ورد يفيد الرفيق ذوقان انّ من الرفقاء الذين كانوا معه عام 1942، يذكر داود محمد ابو عجرم، شقيقه سليم، أمين أبو عجرم، سلمان أبو رجاس، توفيق ابو عجرم، نجيب أبو رجاس، د. عزت الغصيني، سامي الغصيني، هزاع القعسماني، سامي صلاح الدين وكان من حرس الزعيم عام 1948 – 1949، رشيد حميدان، نجيب وداود صلاح الدين، محمود التيماني، جميل التيماني، رفيق حمدان، رشيد حميدان.
اما عن رفقاء بلدة السمقانية يورد الرفيق ذوقان صادق أسماء الراحلين الرفقاء: عارف هرموش، فؤاد هرموش، محمود هرموش، سليم صادق، خليل صادق، سليمان العقيلي، محمد ياغي، سعيد نجم، مصطفى هرموش.
يروي الرفيق ذوقان انه دُعي عام 1947 إلى اجتماع هام في منزل الأمين حسن الطويل في بعقلين. في تلك الفترة كان الرفيق هزاع القعسماني يتولى مسؤولية مدير المديرية، وقد تمّ إبلاغه إلى الاجتماع بواسطة الرفيق توفيق ابو عجرم.
في ذلك الاجتماع فوجئ الرفقاء بدخول سعاده إليهم، فعلموا انه متواجد في بعقلين منذ 20 يوماً، بعد أن كانت صدرت بحقه مذكرة التوقيف بعد وصوله إلى الوطن في 2/3/1947.
سلّم سعاده على كلّ من الرفقاء المتواجدين، وتعرّف إلى كلّ واحد منهم، ثم انصرف.
ليلاً، استدعي الرفيق ذوقان، ورفقاء آخرون، لحراسة الزعيم، وقد تبيّن انه اختار بنفسه الرفقاء بعد ان تفرّس في وجه كلّ منهم أثناء سلامه على الرفقاء.
واذ نحكي عن بلدة السمقانية لا بدّ ان نتذكر باعتزاز الرفقاء عارف فؤاد هرموش، شقيقه كمال، ابن عمه جميل خطار هرموش.
كان الرفيق عارف انتمى على يد سعاده عام 1947 في منزل الأمين حسن الطويل في بعقلين، لاحقاً عين الرفيق عارف مديراً لأول مديرية تتخذ لها اسماً مركباً: سعاده النظام.
هوامش
1 ـ سليم زيدان: سليم زيدان: عرفته، كما عرفت أبناءه فريد، نبيل وفؤاد. فريد كان موظفاً في شركة TMA وناشطاً حزبياً وفي النقابة. نبيل: تولى مسؤولية ناظر إذاعة منفذية الغرب، كان موظفاً في «بنك شارترد»، غادر الى الولايات المتحدة وما زال مقيماً فيها. فؤاد: تسلّم محل والده بعد وفاته، كان خبيراً في تصليح الأسلحة. كان محله في شارع الضناوي ـ المصيطبة. استمرّ الرفيق سليم ناشطاً، ملتزماً، حتى آخر رمق من حياته.