ما بين حديث السيد نصرالله وزيارة هوكشتاين وموعد تهديده…
} علي عباس حمية
لمن لا يعرف كيف يتفاوض مع الأميركي عليه أن يتعلم من الإيراني ومن جنيف وفيينا، حيث سيحصل الإيرانيون من خلاله على ما يريدون، نظراً لنفسهم الطويل على الرغم من الحصار والجوع لأكثر من أربعين سنة ولم يتنازلوا عن أيّ تفصيل بسيط من مطالبهم.
إنّ الهشاشة التي يعاني منها قليلو الخبرة السياسية والتفاوضية أو الفاسدين أو الفاشلين في لبنان، بل الكثير من رجالات الدولة المعتمدين أصبحوا ضعفاء نتيجة لمستشاريهم الذين لا يفقهون إلا كيف يرضون ويسترضون أو أن يكونوا فاسدين ومفسدين في الأرض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم.
الجانب الأميركي يفاوض بالنيابة عن «الإسرائيلي» ولكن عبر أحد ضباط الجيش «الإسرائيلي» الذي يحمل جنسية أميركية تحت اسم عاموس هوكشتاين وبوظيفة مبعوث أميركي لحلّ أزمة الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني المحتل.
سوف يعود المبعوث الصهيوأميركي إلى بيروت قريباً بعد أن زار العدو «الإسرائيلي» عدة مرات وليحاور عن بعد ليرى إنْ كانت قد نضجت طبخة قبولنا بالنقطة ٢٣ ليقول لنا «عفواً ولكننا نطرح عليكم نقطة ٢ (خط هوف)» ومن ثم سيضيف عليها الورقة الخليجية التي هي أيضاً «إسرائيلية» بلسان عربي.
لقد أوصلونا إلى نقطة ما تحت الخط الأحمر والمساس في الكفاية والأمن والعدل والغذاء لنلامس الأمن الاجتماعي، ومن ثم، بعد انهيار الاقتصاد وبداية انهيار الدولة المطالبة بنزع او تسليم سلاح المقاومة، عندها، نكون قد فقدنا المواطنة، ولا لبنان بعدها.
حيث انّ سلاح المقاومة هو الورقة الرابحة بين أيدينا وهي السلاح الأمضى لاسترجاع الحدود والثروة والحقوق.
وعليه، فان لم نوافق على شروطهم فإنهم سيخنقوننا بالدولار وسعره ليرتفع مجدّداً لتكون خطة خطيرة لنهاية بلد شجاع كما يتمنّى الأعداء، ولكنهم لن ينجحوا .
الانتخابات ستشوبها الشبهة، فإذا قبلنا بإملاءات عاموس هوكشتاين فإنهم سيقولون فلنكمل بما هو موجود من النواب والحكام وسيطالبون بتأجيل الانتخابات النيابية، واذا لم تفلح خطط الأميركي الصهيوني فإنهم سيعرقلون ويمنعون الانتخابات لتفادي خسارة أحلاف أميركا، وليقولوا لنا بأن لا دولة في لبنان، كونها لم تقم بالأعمال الديمقراطية لإجراء الانتخابات، وإذا قبلت المقاومة بشروط الأميركي فإنهم سيشيعون بإعلامهم المضلل انه لا جدوى من سلاح المقاومة ولا داعي له بعد تنازلها عن الحدود البحرية، وإذا لم تقبل المقاومة والممانعة بشروطهم فإنهم سيدّعون أنّ المقاومة هي من تجوّعكم وسلاحها سبب فقركم.
أرى بأنّ سماحة السيد حسن نصرالله سيتطرّق الى موضوع الانتخابات، والى الحدود البحرية وبالتحديد النقطة ٢٩، وان كنا نقول بأننا ندعم ونقف مساندين قرارات الدولة والحكومة، فلو ترك الموضوع للحكومة لقبلوا بالنقطة رقم ١ كما فعلوا سابقاً، وانْ تركنا الموضوع لمن نادى بالنأي بالنفس او الحياد او قوة لبنان بضعفه لما حرّرنا أرضاً ولا بنينا دولة قبل انهيار اقتصادها، وهو ما سبّبه الفساد والحصار الأميركي الصهيوني وبعض الأعراب نتيجة الربيع العربي والفوضى الخلاقة وفرض التطبيع وصولاً لصفقة القرن.
كلّ ما نرجوه ألا نخسر سياسة عضّ الأصابع ونصرخ في الوقت الذي نحن فيه الأعلون.
لماذا يا دولتنا الكريمة لم نطالب بنقطة ٢٩ البحرية وتعديل المرسوم ٦٤٣٣ لحينه؟
لبنان لنا جميعاً برّه بحره درة الشرقين!
ولكن ستكون خسارتنا بقبول أقلّ من النقطة ٢٩ لأكثر من آلاف المليارت من الدولارات، ولأننا في مأزق اقتصادي كبير فإنّ القبول بحفنة قليلة من المال سيكون الحلّ المُراد قريب الأجل ولكنه الخسران المبين لأجيالنا القادمة…!