فضل الله حذر من محاولات إلغاء معادلة القوة: لماذا السكوت عن جريمة حرمان الناس من حقوقهم؟
حذر رئيس «لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله من «موازنة تعمّق الانكماش ولا ترتقي إلى مواجهة الانهيار الذي يهدّد مقوّمات الحياة لأغلبية الشعب اللبناني الذي يعاني من الجوع والفقر والإذلال»، سائلاً «كيف يمكن الركون إلى موازنة تعالج العجز بمزيد من إجراءات سحق الطبقات الشعبية من الموظفين والعمال وأصحاب الدخل المحدود في وقت تعجز فيه عن استعادة الأموال المنهوبة ومواجهة الكارتيلات والاحتكارات وتسدل الستار على جرائم سرقة المال العام التي أوصلتنا الى حالة العجز والانهيار».
واعتبر «أنّ إلزام الموظفين بقبض رواتبهم بالدولار على سعر منصة صيرفة والإجراءات التي لا تزال تستنزف أموال المودعين وإبقاء سعر الصرف عرضة للتلاعب من قبل المضاربين وعلى رأسهم المصارف والمصرف المركزي وغياب الخطة الاقتصادية الواضحة وإدخال الإجراءات النقدية في السياقات السياسية المشبوهة التي لا تراعي مصالح الناس… كلّ هذا يمثل حلقة جديدة من حلقات النهب المنظم التي حوّلت المصرف المركزي والمصارف الى أوكار لصوصية تدير عملية النهب المنظم والإذلال على مرأى ومسمع من سلطة متواطئة وشريكة».
وسأل السيد فضل الله كلّ المسؤولين «إلى متى السكوت المريب على حرمان الناس من حقوقهم المشروعة وهي جريمة موصوفة يهتزّ لها الضمير الوطني ويحاسب عليها القانون وتشجبها كلّ الشرائع والأديان».
وأشار إلى «أنّ خطاب التصويب على المقاومة وما يسمّى الاحتلال الإيراني المزعوم وإغفال أخطار الكيان الصهيوني المحتلّ يسقط الثوابت الوطنية ويزعزع الاستقرار الأمني وكلّ ركائز السلم الأهلي»، مبدياً «الخشية من مشاريع تسعى لوضع لبنان تحت الوصاية الدولية بهدف إلغاء معادلة القوة التي تمثلها المقاومة في مواجهة نهج التطبيع الذي يمثل خيار الأنظمة المرتهنة التي تبحث عن مشروعيتها عند الكيان الصهيوني بعد سقوط مشروعيتها الدينية والوطنية والأخلاقية»، داعياً كلّ المخلصين إلى «صياغة رؤية وطنية تضع حداً لكلّ العابثين باستقرار لبنان ممّن أدمنوا الاستثمار السياسي والطائفي والمذهبي خدمة لمشاريع فئوية تسقط المصالح الوطنية لحسابات داخلية وخارجية مشبوهة».
وختم مشدّداً على «أنّ التعرّض للحجاب يعبّر عن ثقافة عنصرية بغيضة تسيء لموجبات الهوية الدينية وحرية الانتماء، وتتنافى مع ثقافة الانفتاح والتنوّع واحترام الآخر وكلّ المكونات الحضارية التي يتميّز بها لبنان».