أخيرة
رسالة من أمّ إلى ولدها
} يكتبها الياس عشّي
قالت الأم تخاطب ولدها الصغير :
ما زلتَ حدثاً، يا ولدي، كي تفهم ماذا جرى في سوريةَ خلال هذه السنوات، وليس مهمّاً أن تفهم …
المهمّ أن يأتي زمن تكون فيه قادراً على صناعة الفرح في البيت السوري، وأن تعيد إلى الحارات السورية أمَّ حنّا، وأمّ علي، وأمّ عمر، وأمّ معروف، اللواتي كنّ، حول تنّور واحد، يتقاسمنَ الرغيف الواحد، والهموم الواحدة، والآمال الواحدة.
ماذا جرى؟ وتلحّ في السؤال. من حقك أن تسأل يا بنيّ عن أترابك الذين قاسموك ألعابك، وأوتوكار مدرستك، وعرائس السكّر، ثمّ بعثرتهم الحرب: فمنهم من هُجّرَ، ومنهم من استشهد، ومنهم من فُقد، وفريق أجبروه على حمل السلاح، ودرّبوه على القتل، والكثيرون منهم صاروا من النازحين المتسوّلين.