ريان
ريان، الطفل المغربي الضحية، والذي بكينا عليه جميعاً وأدمى قلوبنا، وعيّشتا كابوساً كنا نتمنّى ان ينتهي نهاية سعيدة، ولكن الأقدار شاءت شيئاً آخر، لقد أريدَ للتراجيديا ان تنتهي نهاية حزينة، فبكينا وانكفأنا وأضفنا الى قصصنا الحزينة وما أكثرها قصة أخرى، وإلى أرشيفنا المفعم بكلّ أنواع التراجيديا قصصاً وحكايات بعضها طويل كالقصة الفلسطينية والقصة اليمنية، وبعضها قصير كحكاية ريان.
وسائل الإعلام الغربية واكبت المأساة كـ «الغارديان» البريطانية و»اللوموند» الفرنسية وغيرهما… وجدتها فرصة لإظهار الحنان والعاطفة الغربية العجيبة والتي تتدفق في حادث كهذا الحادث وتذرف دموع التماسيح لتظهر للإنسانية كم هو حنون وإنساني هذا الغرب، وكم هو حريص على الأطفال وعلى الحياة البشرية عموماً، نفس وسائل الإعلام التي طنّشت على مقتل 77 طفلاً فلسطينياً العام الفائت على يد الاحتلال في الضفة الغربية، ونفس وسائل الاعلام التي أعطت عيناً عمياء وأذناً صمّاء لصرخات وآهات الشعب اليمني وأطفاله بالذات والذين قتل أو جرح أو شوّه منهم على مدى سنوات الحرب 10 آلاف حتى الآن، أماً أكثر الأمور هزلية فهو تصريح الناطق باسم سفارة الإمارات في المغرب والذي قال فيه، قلوبنا معك يا ريان، لم نسمع شيئاً من هذه القلوب وقلوب عائلة الحكم في مملكة الخير وهم يقتلون أطفال اليمن بدمٍ بارد، ويرقصون رقصات المجون والتطبيع والتحالف مع من يقتل أطفال فلسطين، يبدو انّ قلوب هؤلاء انتقائية مزاجية لا ترى ولا تدمع ولا تدمى إلا حينما تقتضي المصلحة والموقف الدرامي ذلك، وأطفال فلسطين واليمن وسورية ليسوا في نطاق هذه المصلحة حالياً.