المفاوضات البحرية جدية أكثر من أيّ وقت مضى
} عمر عبد القادر غندور*
أحسنَ لبنان الفعل عندما وجه رسالة الى الأمم المتحدة قبل أيام قليلة من وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان موضحاً انّ حقل كاريش للغاز بات حقلاً متنازعاً عليه وليس حقلاً «اسرائيلياً».
ويقول الخبير العسكري الاستراتيجي العميد أمين حطيط انّ اعتماد لبنان هذه الرسالة خطوة ذكية، مع تأكيد تمسكه بحقوقه التي عرضها الوفد اللبناني على طاولة التفاوض في الناقورة باعتبار خط الـ 29 تنطبق عليه أحكام القانون الدولي العام وقانون البحار، وأنه صالح للتفاوض، وترفض دولة الاحتلال السيادة اللبنانية على حقل «كاريش».
ولو أقدم لبنان على تعديل المرسوم 6433 واعتمد الخط 29 وهو ما قد يؤدّي الى تعليق المفاوضات!
إلا انّ لبنان التفّ على نقاط الخلاف وأرسل رسالة الى الأمم المتحدة يعلن فيها انّ حقل كاريش يقع في منطقة متنازع عليها وانّ البلوك 9 هو لبناني وخارج المناطق المتنازع عليها.
الوسيط الأميركي الذي يزور بيروت على جدول تحركه زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض ومع قائد الجيش العماد جوزاف عون. وتهدف الزيارة الى حلّ يسمح للجانبين اللبناني والإسرائيلي باستخراج الغاز من المناطق المتنازع عليها، والجديد في الموقف اللبناني انه يعتبر حقل «كاريش» منطقة متنازع عليها، وهو ما تضمّنته الرسالة اللبنانية الى الأمم المتحدة التي تفتح باب التفاوض، وفي هذا السياق يجب الوقوف على رأي رئيس مجلس النواب وهو سيتضح بعد زيارة هوكشتاين لعين التينة. وذكرت وسائل متابعة انّ الوسيط الأميركي منح لبنان و «إسرائيل» مهلة للتوصل الى حلّ وسط بشأن مسألة ترسيم الحدود البحرية مهدّداً بالانسحاب من التفاوض اذا لم يحصل ذلك بحلول الموعد المطروح.
وينقل موقع «اكسيوس» عن مسؤولين «إسرائيليين» قولهم انّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أمهل الطرفين حتى الانتخابات النيابية المقرّر أن تحصل في أيار 2022 للتوصل الى اتفاق، مشدّداً على انّ عدم حصول ذلك بحلول هذا الموعد سيؤدّي الى وقف انخراطه في المفاوضات، وذكر انّ واشنطن ترى في الفترة الأخيرة المتبقية حتى تنظيم الانتخابات اللبنانية «نافذة فرصة» متاحة لإبرام صفقة في وقت يحتاج فيه لبنان الى إنقاذ اقتصادي أكثر جدية من توسّله على باب صندوق النقد الدولي، في الوقت الذي يعتبر فيه هوكشتاين شخصية مقرّبة من الرئيس جو بايدن وتؤكد تصريحاته انّ البيت الأبيض يعطي أولوية كبيرة لهذه المسألة. ونقل عن هوكشتاين قوله إنه لا ينوي طرح اقتراح سيعجب كلا الطرفين، بل انه بالعكس لن يعجبهما.
ويرى مراقبون انّ مثل هذا التصريح يؤكد على جدية التوصل الى حلّ. بدليل خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون على منبر الأمم المتحدة في أيلول الماضي الذي طالب فيه باستئناف التفاوض بعد اجتماعات عقدها مع الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي.
وفي المعلومات أيضاً، انّ الجهات المعنية ترغب باستطلاع موقف حزب الله من هذه المفاوضات وتعلق عليها الكثير من النتائج.
وكان الأمين العام لحزب الله قال في خطاب عيد المولد النبوي الشريف: «نحن لا نريد ان نتدخل في ملف الترسيم لحدودنا البحرية ولا نريد ان نعبّر عن موقف في هذا الملفّ ما لم تدعُ الحاجة…