أولى

نابلس الشهداء…

 سماح مهدي*

يطيب لأهلنا في جنوب الأمة السورية ـ فلسطين أن يميّزوا مدينة نابلس، فأطلقوا عليها اسم «جبل النار». ومن بينهم من يُصرّ على جعلها أكثر من مدينة، يريدها عاصمة، فربط اسمها بعمقها القومي وأطلق عليها «دمشق الصغرى».

هي نابلس التي من بوابتها دخل الحزب السوري القومي الإجتماعي إلى حمأة صراع الوجود في مواجهة عصابات الاحتلال اليهودي. فمن تلك المدينة ارتقى إلى عليائه شهيداً أول شهداء الحزب الرفيق حسين البنا في العام 1936 أثناء قيامه بواجبه القومي الجهادي تحت راية الزوبعة الحمراء متصدياً لقطعان المغتصبين.

هي نابلس ذاتها التي ما بخلت يوماً على فلسطين بخيرة  أبنائها، تقدّمهم شهداء وجرحى وأسرى على طريق تحرير البلاد من دنس الاحتلال.

ولأنها نابلس التي نعرفها، عميقة الإيمان وراسخة القناعات، فهي ـ كما كلّ مدن وقرى جنوبنا السوري ـ أوقدت في نفوس أبنائها جذوة صراع لا تخبو، وزرعت فيهم شموخ انتماء لا ينحني، فلا تزال تنبت من بينهم وقفات العز المتتالية.

في حي المخفية الواقع ضمن نابلس العظمى كانت ملحمة جديدة، حيث اقتحمتها مجموعة من جيش عصابات الاحتلال متخفية بمركبة عمومية، لتطلق عشرات الرصاصات مستهدفة ثلة من الأبطال الذين رفضوا كلّ أشكال التسوية أو حتى التهدئة مع المحتل الغاصب.

المقاومون أدهم مبروك ومحمد الدخيل وأشرف مبسلط ارتقوا شهداء وردّوا إلى الأمة وديعتها، مدوّنين في تاريخها سطوراً جديدة من المجد، متوّجة بأزكى الشهادات التي هي شهادة الدم.

نابلس الشهداء هي على عهدها، تنمّي فينا شعوراً تعجز الكلمات عن وصفه.

نابلس التي ما إنْ سألتها عن شهدائها قالت: إنّ في كلّ واحد من أبنائي عظاماً تتوثب لتمسي رفات شهيد.

*ناموس المجلس الأعلى
في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى