إلى روح الرفيق الشهيد أحمد الأيوبيّ
كلود عطية*
لا تليق الحياة إلّا بأبناءِ الحياةِ، ونحن إنْ فارقنا الأرض بالجسد، فأرواحنا تبقى تُنشد ألحانَ النّضال والصّراع والنهضة والإيمان بالعقيدة القومية الراسخة في الوجدان، والمتجذّرة في وطن يختصر كلّ الأوطان.
نبقى نجاهر بالحق مهما اشتدّت الأزمات، ونقدّم الشهداءَ على مذبح القضية الواحدة الجامعة المترسّخة في عقول أبناء الحياة، أبناء الصراع والنهضة والمبادئ الأخلاقية والوطنية…
هي فلسفتنا المدرحيّة، التي مزجت أرواحنا بهذه الأرض، لتُسقى بالدماء الزكية والسّواعد القويّة، لتزهرَ بقوة الفعل والتصميم والإرادة، نهضةً قوميةً اجتماعية…
سنبقى في طليعة المواجهة الفكرية والعقائدية والثقافية والأخلاقية والعسكرية، لأننا نؤمن بانتصاراتنا وقدراتنا على إثبات الحقّ القوميّ في وجه الشرّ الدّائم والإرهاب المتغلغل في النّفوس المريضة المزروعة في كلّ كيان لتقاتل برجعيّتها وثقافتها الهجينة المعلّبة الإنسان والإنسانية.
وإنْ نزفت أرواحنا القومية، فهي في حقيقة ذاتها ووجودها، تنزف من جسد واحد، فهل ننسى قول سعاده: “كلّ ما فينا هو من الأمة، وكلّ ما فينا هو للأمة، الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكنا، هي وديعة الأمة فينا، متى طلبتها وجدتها”، أو أننا هواة أقوال لا أفعال؟
لا يمكن لقوميّ اجتماعيّ آمَن، واعتنق العقيدة القومية أن يكون من هواة الثرثرة وبيع الكلام والنميمة… فلا وقت لأبناء النهضة إلا الفعل والحركة والصراع.. كما لا يمكن أن تكون طريق الحق والحياة التي يسلكها القومي طريق ألغام وحقد وكراهية وانقسامات.. وإلا فإننا نسلك آلاف الطرقات، وليست لنا وجهة واحدة، وبالتالي لا يمكن الحديث عن الهوية والقضية والعقيدة.. فهي ليست ملكاً للمتسلقين والمتربّعين على عرش زعزعة الحزب وتقسيمه وتشتيت المنتمين إليه…
لا يحق لأيّ إنسان يدّعي القومية الاجتماعية وهو يحمل سلاح التفرقة والغدر والخيانة.. فالحزب واحد كما العقيدة… ولا يكون النقد والتغيير والمواجهة إلا لإعلاء شأن الحزب والأمة.. ولا يكون خلاف إلا لإزالة الأشواك من طريق النهضة.
هكذا نحيا وهكذا نموت ولا تنقطع أنفاس وحدتنا.. أما دعاة الانقسام والاقتتال والمواجهة الفارغة من مضمون العقيدة فهم يغرّدون خارج سرب المبادئ القومية.. ويخترعون لأنفسهم فلسفة مادية لا روحية.. كما أنهم اختاروا العيش على الحياة.. كما اختاروا الموت سقوطاً.. ولم يحظوا بشرف الموت من أجل عقيدة.
إلى روح الشهيد أحمد الأيوبي… وحدتنا قوتنا والوفاء لنهج سعاده يبدأ بالوفاء لأفعال سعاده وأقواله، التي غيّرت مجرى التاريخ في أمتنا وثقافتنا وأفكارنا وطبيعتنا البشرية والجغرافية.
هذه الوحدة التي لا ينتصر فيها الجسد على الروح، ولا الروح على الجسد.. بالتالي لا تتزعزع العقيدة بالأفراد الضّالين ويبقى الحزب واحداً دائماً وأبداً وعلى مدار السنين…
وهنا نعود إلى تحذير سعاده: “أحذركم من الاتكال على فكرة انتصار هذا الفريق وانكسار ذاك الفريق. فالقضية القومية لا يحققها غير جهاد السوريين. إلى هذا الجهاد أدعوكم! وما أغنت النيات عن الأعمال، ولا قامت التمنيات مقام الأفعال”.
هذا حزبنا العظيم، وهذه عقيدتنا، وهذه أخلاقنا.
لتحي سورية وليحي سعاده…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ