ناصر
في أحد لقاءاته مع رهط من الفنانين المصريين، يتساءل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ما الذي أصاب الفن المصري؟ لقد كانت السينما المصرية والمسلسلات المصرية تدرّ على مصر المورد النقدي الثاني بعد قناة السويس، وكان الفنّ الدرامي المصري هو الأول بلا منازع في العالم العربي، وكانت القاهرة هي العاصمة الرابعة أو الخامسة على مستوى العالم سينمائياً، فما الذي حدث؟ ولماذا تراجعت مداخيل السينما المصرية؟
شخصياً، أعتقد أنّ لديّ الجواب، لقد كان المسوّق الأول للفن المصري في العالم العربي هو جمال عبد الناصر، لقد أحب الناس عبد الناصر نهجاً وفكراً وتوجّهاً، وبالتالي أحبّوا كلّ شيءٍ يأتي من مصر، بغثّه وسمينه، بجميله وهابطه، لقد أحبوا وقوف هذا الثائر العظيم الى جانب المستضعفين، وتصدّيه للاستكبار العالمي وعلى رأسه أميركا وبريطانيا وفرنسا، رموز الهيمنة العالمية آنذاك، وكذلك التحامه في صراع لا هوادة فيه مع ربيبتهم “إسرائيل”، رمز العدوانية والعنجهية والتغوّل. لقد أحبّوا فيه ذلك العنفوان في مقارعة قوى العدوان، فأحبّوا الفن المصري والإنسان المصري واللهجة المصرية، وإلى أن يأتي قائد آخر بحجم وقامة هذا العملاق، فإننا سننتظر طويلاً حتى تعود مصر لتتبوّأ مكانها الطبيعي في قيادة الأمة على جميع الأصعدة.