في ذكرى الرحيل
4 /1 /2014 تاريخ يشهد لرجال الله في الكندي… يوم سقط الشهداء صعوداً الى السماء..
في مثل هذا اليوم… وفي كل عام… تسجد الملائكة والشمس والقمر خشوعاً أمام مَن قدموا أرواحهم كي نحيا…
……………..
في بَلدي أمورٌ وحَكايا لا تُصدّق، وتَخجلُ العينُ من النّظر والأذنُ السّمع.
صَدّقتُهُ وقتَ قال لي:
«أمّي، كُنتُ أتوّسّلُ إلى الرَّب يسوع، إلى الله أنْ تَحصل المُعّجزَة، ويتغيّر القَدّر».
وقتَ رأيتُهم في السّيارة تجرّهم الوُحُوش الكاسرة إلى الإعدّام.. صدّقتُه وقتَ قال لي:
«فَقدتُ النُطقُ شهراً كاملاً، من هَولِ ما رأَته عيوني، وفقدت معملي في الشيخ نجار بحلب بابَ رزقي ومَعيشَة أطفالي».
كتبتُ البَارحة: (ما أشبه اليوم بالأمس).. وبكيتُ دماً لرفاقهم بالسّلاح.
اليوم: صَرخَتي بصمتٍ يسْمَعُها من في السّماء، ويهتزُّ لها العَرشُ، وقَرعُ أجراسِ الكَنائس،.. ومآذن الفجر، نعم.. رقصَ الطّير والقلبُ مذبوحاً من هولِ ما رأى.
ربّما لا تُدرِكُون، وكي لا تنسوا:
– في مِثلِ هذا اليوم 4 /1 /2014 كانون الثاني رقصَ الأوغاد وتباهَوا على شاشاتِ التَّلفزَةِ والتّواصلِ الاجتماعي وهم في أقبح صورةٍ صَوّرتها البشريّة يقومون بإعدامِ حامية مستشفى الكندي الذين وقعوا في أسرهم، وبأحقد وحشيّةٍ بشريّة.
حتّى رمَقِ اللحظة الأخيرة بقوا يُدافعونَ عن حَرمِ المستشفى حتى غدا من صرحٍ عظيمٍ إلى شهيد مثلهم.
أقولُ لكم، وأُجدّدُ القول:
انظروا إلى شَعبنا العظيم، الصّامد، الصّابر على البَلوى. انظُروا إلى أهْلنا في كلّ سُورية، والعالم الشّريف الذين تخطّوا حدودَ الوطن.
بأيديكمُ دوّنتم للتّاريخ وسَاخَتكم، وصوّرتكم ووثّقتم خزي كفركم في عالمكم الذي غابَ عنكم فيهِ كلّ مظاهرِ الحياة والإنسانيّة، في عالمٍ كُنتم أنتم أيّها الخَونةُ أسيادهُ.
نعم، كُنتم أسيادَ فَنّ الذَبحِ، والغدّر، والبشّاعة. أشهدُ أنّكمُ أتقنتم الغدّر والوَحشيّة بأتقن وسائل خبثكم، وليس غريباً عنكم ولا جديداً عليكمُ بعدما رأيناه، فوحشيتكمُ بأكلِ الأكبادُ وبَقرِ البُطُون وتقطيعِ الرؤوس وشَيّها على الحطب. لأنّكم اللصُوص المأجورة لأردوغان اللص، و»إسرائيل»، وأميركا أذنابُ الصهاينة. لأنكم قوم يأجوج ومأجوج الّذي حَكَى عَنهم القُرأن الكريّم يهبّون من كلَّ حَدبٍ وصَوب.
إيّاكم أن تظنّوا أنّنا قد ننحني.. ففي كلّ بيتٍ يولدُ بُنيان، وفي كلّ حيٍّ عِشّتارُ الآلهة، وفي كلّ قريةٌ وعلى شُرفة كلّ منزلٍ آياتُ الرّحمن تُسّبحُ بحمدِ الّله وفَضلهِ.
لسنا من قال إن أبناءنا أحياءٌ عنّد ربّهم يرزقون.. هم في عزٍّ ونعيم وجنّات الخلود.
(لم تكن هذه الجريمة إلا لتتذكّر الأجيالُ القادمَةُ معدن دينكم وديدنكم)
لمْ، ولنْ أحزن عليك يا ولدي بنيان فأنت في البروجُ العُلا، بلْ أحزنُ على نفسي، وضعفي أمامَ حُبّك في قلبي.
أبارك لكم وقفة العز، وقفة أنطون سَعاده، وقفة الرّجال في وَجهِ عاصفةِ الغَدر والخيّانة.
((أمك يا ولدي))