تصلح لبلادكم فاقرأوها
يسقي الفلاح البصل والسلاطة بمياه الصرف الصحي القذرة.. فتكبر ليبيعها ويقبض أرباحها.. ومن أرباحه يشتري من عند مربي الدواجن دجاجة تمّ حقنها بالديميتري المادة المسمنة سريعاً والمسرطنة..
وبدوره مربي الدواجن يذهب مهرولا عند جزار لشراء قطعة لحم (لا يأكل الدواجن لأنه يعرف كيف يتم تسمينها).. لكن هذا اللحم تمّ تسمينه ونفخه هو الآخر بالكورتيكويد وحفظه بمادة حفظ الجثث ليظهر جديداً..
أما هذا الجزار فيذهب جريا إلى مسمكة المدينة (على أساس أنه اللحم الوحيد الآمن) فيشتري سمكاً تمّ صيده بالمتفجرات ورشه بالأمونياك ليظهر جديدا.. ومعه بصل وسلاطة من عند الفلاح الأول فيكون من الطبيعي أن يتسمّم..
فيلتقي الثلاثة عند الطبيب.. وهناك يصادفون ميكانيكياً مكسور الأطراف لأن سيارته فقدت توازنها في طريق تم تصميمها عوجاء لسرقة جزء من أموال المشروع.. أما مهندس تلك الطريق فهو نفسه معهم مكسور الوجه حيث تعرّض لحادث سببه أن الميكانيكي أهمل تثبيت برغي في سيارته سابقاً..
وآخر صاحب مطعم مصاب بمرض معدٍ خطير لأن الحلاق الذي قصده لم يعقم أدواته.. أما الحلاق فهو نفسه جاء متسمماً إثر استراحة غداء عند نفس صاحب المطعم الأول هذا الذي لم يغسل أدواته منذ تدشين محله..
وأثناء الانتظار عند الطبيب تبدأ محاضرة طويلة بين الأشخاص السبعة ومناقشة جادة عنوانها:
هل يملك الطبيب ضميراً أم لا!!!
وبعد الخروج من عند الطبيب يقومون بصلاة الاستسقاء فلا ينزل المطر (يحدث لأول مرة في الجزائر!)
ما يحدث للجزائر حالياً يشبه قصة موسى عليه السلام حين صلوا صلاة الاستسقاء ولم ينزل المطر.. فنادى موسى ربه فأجابه: «بينكم رجل يرتكب المعاصي منذ 40 سنة ولن ينزل المطر إلا إذا خرج هذا الرجل منكم».. فنادى موسى قومه: «يا بني «إسرائيل» هناك رجل منكم يرتكب المعاصي منذ 40 سنة لن ينزل المطر إلا إذا غادرنا هذا الرجل».. وبسرعة تفطن الرجل المعني أنه هو المقصود وشعر بخجل وخوف أنه إذا غادر سيفتضح أمره وإذا بقي سيموتون جميعاً عطشاً.. فأعلن توبته سراً بينه وبين الله.. فنزل المطر فتعجب موسى وسأل ربه: «كيف نزل المطر ولم يخرج أحد من المدينة».. فأجابه ربه أن الرجل قد قرّر التوبة سراً.. فقال موسى يا رب دلني عليه حتى نفرح به. فأجابه ربه: «يا موسى هذا الرجل ارتكب المعاصي 40 سنة ولم أفضحه فكيف أفضحه الآن وقد تاب؟».
على كل شخص الآن يحس نفسه معنياً أن يُصلح نفسه بنفسه وبين نفسه (من غشنا فليس منّا).. والسبب (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..