هوكشتاين حمل مقترحات وتهديدات إلى لبنان: هل تفضّلون خسارة كلّ شيء بحجّة التمسك بالمطالب؟
مع الاقتراحات التي حملها الوسيط الأميركي في عملية التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني الغاصب آموس هوكشتاين، لاستئناف المفاوضات المعلّقة، أطلق بالتوازي، تهديدات مبطّنة في حال تمسّك لبنان بمطالبه وحقوقه الكاملة بالثروة النفطية، إذ سأل اللبنانيين، بما يُشبه الوعيد «هل تفضّلون خسارة كل شيء بحجّة التمسّك بالمطالب؟» فضلاً عن مقاربته موضوع استجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن عبر سورية، من خلال تذكيره بالعقوبات الأميركية المفروضة على سورية.
وكان هوكشتاين الذي يزور لبنان، قد جال على المسؤولين فالتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا، بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا والفريق المعاون لهوكشتاين.
وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا وأسامة خشاب.
وخلال الاجتماع، أطلع هوكشتاين رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات التي أجراها في «إسرائيل» في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقدّم اقتراحات «سيتم درسها انطلاقاً من إرادة الوصول إلى حلول لهذه الملف. وسوف يستمر التواصل مع الجانب الأميركي تحقيقاً لهذه الغاية».
وأكد رئيس الجمهورية لهوشتاين استعداد لبنان للبحث في النقاط التي طرحها والتي سيتم استكمالها لاحقاً.
من جهة أخرى، تمّ التداول مع هوكشتاين في الدور الذي تقوم به بلاده للمساعدة في تذليل العقبات أمام استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وسورية.
كذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، هوكشتاين والوفد المرافق، حيث جرى عرض نتائج مساعي المبعوث الأميركي لمعاودة عملية التفاوض غير المباشر وفقاً لاتفاق الإطار «وللبحث صلة على قاعدة التمسك بالحقوق اللبنانية».
كما التقى هوكشتاين رئيس الحكومة نجيبب ميقاتي في دارته وبحث معه في الاقتراحات الجديدة التي يحملها، وأشار ميقاتي إلى أنه سيتشاور في شأنها مع الرئيسين عون وبرّي لتحديد الموقف اللبناني.
كذلك، استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه الوفداً الأميركي وتناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية.
وكان هوكشتاين استهلّ جولته على المسؤولين من اليرزة، حيث استقبله قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه بحضور السفيرة الأميركية وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية.
وأكد العماد عون لهوكشتاين «أن المؤسسة العسكرية هي مع أي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن».
وتعليقاً على لقاء هوكشتاين بقائد الجيش، نشرت السفارة الأميركية في لبنان عبر حسابها على «تويتر» تغريدة جاء فيها «حيث هناك إرادة هناك وسيلة… إنّ اتفاقاً على الحدود البحرية يُمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان».
أضافت «لقاء مثمر اليوم بين كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين وقائد الجيش جوزاف عون».
وقالت في تغريدة أخرى «أجرى السيد هوكشتاين نقاشات مثمرة مع رئيس الجمهورية عون ورئيس الحكومة ميقاتي للمساعدة في إيجاد حلول لأزمة الطاقة والحدود البحرية».
وتابعت «أجرى السيد هوكشتاين نقاشاً إيجابياً مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي حول أفضل السبل للمضي قدماً في موضوع الحدود البحرية في سياق الإطار المتفق عليه».
من جهة أخرى، أكّد هوكشتاين، في أحاديث تلفزيونية، أنّه تمّ إحراز تقدّم جيّد بما خصّ أزمة الكهرباء واتفاق استجرار الغاز مع مصر، كاشفاً بما خصّ ملف ترسيم الحدود «أننا في لحظة سدّ الفجوات للتوصل إلى صفقة».
وفي ما يتعلّق بأزمة الكهرباء في لبنان والاتفاق مع مصر، أعرب عن اعتقاده بـ»أننا نحرز تقدماً جيّداً في الوصول إلى ترتيب مع البنك الدولي وتسهيل تمويل شراء الغاز»، معرباً عن أمله في أنه «في غضون أسابيع يمكننا القيام بذلك».
وأضاف «العقوبات المفروضة على سورية لا تزال قائمة، لكن من أجل الحصول على الغاز يجب على مصر أن تمرّ به من مكان ما وسورية هي الخيار الوحيد». وأضاف «يجب أن نرى شيئاً ناجحاً وتمرير الإصلاحات الضرورية وأن تكون جادّة وبعد ذلك يُمكننا العمل على توسيع العمل ليشمل صفقة الكهرباء الأردنية وربما إلى زيادة كمية الغاز».
واعتبر أنّه «على لبنان أن ينظر إلى الموارد الطبيعية التي يتمتّع بها كالرياح والطاقة الشمسية لكن علينا أن نبدأ من مكان ما والمجتمع الدولي يجتمع لدعم لبنان لكن لبنان بحاجة إلى دعم نفسه أيضاً».
وعن ملف ترسيم الحدود، قال «أعتقد أننا في لحظة سدّ الفجوات للتوصل الى صفقة». وسأل «هل تفضّلون خسارة كلّ شيء بحجة التمسّك بالمطالب؟»
إلى ذلك، أعلنت المنسّقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا أنها أجرت محادثات بنّاءة للغاية مع هوكشتاين.
وقالت «ستبقى الأمم المتحدة ملتزمة بدعم ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل من خلال التفاوض وبشكل مفيد للطرفين».