طـريقُ النـور
} يوسف المسمار
من يتبَـعُ النـورَ لم تـعثـرْ به القَـدَم ُ
بالعلم ِلا الجـهل ِنـهـجُ الحقِّ يُـرتَسم ُ
لم يُـخلق المـرءُ كيْ يحيا جـهالته ُ
بل كـان في الكـونِ بالإدراكِ يـتسِم ُ
من حكمةِ الله خلق ُالكونِ من عـدم ٍ
لا يسـلم ُ الكون إنْ يعبثْ به العـدَم ُ
قــد زُوِّدَ الناسُ بالتـفـكيـرِ فاكتملت
في الناس ِ للناسِ آياتٌ بها الحـِكَـم ُ
ما حـلَّ أو جـاز للإنسـان ِ غـفـلته
عن واقع الكون حيث الكونُ مُنتظم ُ
النور في النور ماضٍ في تألقه
والعتمُ في العتم فيه الويلُ والغُمَمُ
دربان للناس إنْ شاؤوا مسيـرتهـم
للخلف ِ بالجهـل أو بالعلم ِ مُعـتَصَم ُ
فالـويـلُ بالجهل ِ أهــوالٌ مفاسـده ُ
قـد ضلَّ بالجهلِ من بالجهل يحتكم ُ
والعلمُ بالعـلمٍ أفعالٌ بهـا اشتـعـَلـت
شمسُ الحضارات والأقمارُ والنُجُم ُ
العلم ُ في الخـيـر معـروفٌ بفـطرته ِ
والجهلُ في الشرِ مشهـورٌ ومُـتَسـِمُ
جهل التفاهات درب العلم مسلكه
لا يدركُ الفوز من بالجهل ملتزم
أما الأضاليل في التضليل منبتها
بالإثم والفحش والعدوان تلتحم
علم السخافات شيءُ تافـهٌ أبـداً
قد يشبه الجهل إن بالسوء يلـتـئم
والجهل كالعلم يزهو في ترفعه
عن بؤرة الشر إن حلّت به القيَمُ
لا جهـل في النورِ مهما الويلُ رافقه
أو علم في العتم ِ مهما جندهُ عَظـُمـوا
فإن تساوت معاني الجهل في سنن ٍ
والعـلم، ضَلَّت وضاع الحِلُّ والحَرَم ُ
يا أعـقـل الناسِ خيرُ الناس من فعلت
فـيه الهـدايات بالإصـلاح يعـتـزم ُ
فاستـقبلَ الفجـرَ في حب ٍ وفي شغـَف ٍ
واستطيبَ السيرَ حيث الضوءُ مُرتـَسم ُ
واستحسنَ الفـعـلَ بالأخـلاق مبتـكـراً
ما فـيه نـــورٌ بـهيٌّ ليـس يـنـهـزم ُ
إن البـطـولات في تغـيـيـر واقـعـنا
لا يرحمُ اللهُ من بالجبنِ قـد وُصموا
إنقـاذُنـا اليوم رهـنٌ في تـنـوّرنـا
إن سيـطـرَ النـورُ لا ذلٌ ولا سـقـمُ
بالوعي والعـقـلِ والإلهـامِ أنـقـذنـا
ربُ السمواتِ لا في غشمِ من غشموا
فـمبـدأ الحـقِّ أن نخـتـار يقـظـتـنـا
بالعـقـل والقلب حيث الشكُ ينعدمُ
ليرتقي الفـعـل في تاريـخ أمتـنـا
بالنــور والخـيـر للإنسـان نـلـتـزمُ
نستنهض الناس كي يدروا حقيقتهم
هـيهـات بالجهل ينقـاد العلى لهمُ
فالنهضة الحقُّ وعي الناسِ أنفسهم
والنفسُ بالوعي لا الأوهام تبتسمُ
والوعي بدءٌ لخيـر ِالناس يُرشدهم
من فاتـه الـوعي لا خيـرٌ ولا شـممُ
فليفهم الناسُ ما تعـني حقيقـتهـم
حقيقة ُ الخـلق في تكوينهـم أمَـمٌ
وعالـم الأرضِ والإنسانِ نهـضته
بالعـدل لا البغيّ بين الناس كلهمُ
من يفـقـدُ الوعيَّ ذلُ الفـقـر يقـتـله
والفـقـرُ جهـلٌ به الإنسـانُ ينهـدمُ
والجهـلُ شـعـبٌ جـبانٌ في تخلّفـهِ
إن سـاد يوماً مصيـرُ الخلق ينعدمُ
لا يُحسـبُ الفـوزُ أموالاً نكـدّسـها
بالسلبِ والنهب خابَ الظُلمُ والنَهَـمُ
أو يُحسبُ المجـدُ بالأحقادِ ينشرها
من أهملوا الروحَ والأخلاقَ واغتـشموا
واختطوا بالظُـلمِ والعـدوان ِمنهجهـمْ
وحرّموا الصدقَ، فاشتـدّ البلا بهـمُ
الفـوزُ بالوعي نــورُ الله أيـَّـدهُ
بالنصرِ والفتحِ، وهو العادلُ الحكَمُ
قـضيةُ العـدلِ والأنهى قـضـيـتُـنـا
ما ارتابـنا الشـكُ أو زلّت بنا القَـدَمُ
سنملأ الأرضَ نورا ً من عـقيـدتـنا
عـقـيـدةُ الحَــقِّ للأحـرارِ مُـلـتـزمُ
إن الأباطيـلَ لا تُجـدي وإن مُدحتْ
فالضعـفُ داءٌ، وداءٌ مثـله الـوَرَم ُ
يا قــوم يا قــوم إن الله خالـقُـنا
فاسترشدوا اللهَ يستهدي المَلا بِكُمُ
لا تبـدلوا الدينَ بالتأويـل، باطـلة ٌ
كـل التآويـلِ إن حَلَت بها الظُـلُم
مستـقـبـلُ الناسِ في هجرٍ لما عبثت
فيه الخرافاتُ والتخريـفُ والهَـرَمُ