الشيخ جراح مجدّداً… سيف القدس يتجدّد
عادت أمس معادلة حي الشيخ جراح في القدس للظهور مجدداً، فقد عاود المستوطنون اعتداءاتهم الوحشيّة على سكان هذا الحي المقدسي، وجاء عضو الكنيست ايتمار بن غفير أحد رموز التطرف العنصري ليفتتح مكتباً له في إحدى باحات منازل الحي، ومن بعده قيام شرطة الاحتلال بتقديم الحماية والمساعدة للاعتداءات التي طالت أهالي الحي، لتتشكل لوحة تفجير جديدة عنوانها القدس.
بدأت ردود الأفعال الدولية السياسية والحقوقية بالتصاعد، وحالات التضامن في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 تظهر بصورة مواجهات شعبيّة مع حواجز الاحتلال، وصدرت عن فصائل المقاومة في غزة بيانات تحذّر من المساس بسكان القدس وتعتبر استقرار سكنهم في مدينتهم خطاً أحمر، يترتب على العبث به وتعريضه للخطر تعريض أمن الكيان للاهتزاز وفقاً للمعادلة التي أرستها معركة سيف القدس.
المعادلة التي أرساها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تقوم على اعتبار انتهاك أمن القدس والمقدّسات سبباً لنشوب حرب إقليمية، ليست معادلة إعلامية، وكيان الاحتلال يعرف ذلك، وقوى المقاومة في فلسطين التي تمسك دفة إطلاق الطلقة الأولى تعرف ذلك، وأهل القدس الذين يعانون من الاعتداءات يجب أن يثقوا أنهم لم يعودوا وحدهم، وأن ثباتهم وتصديهم للاعتداءات هو نقطة الانطلاق للمواجهة التي تقف قوى المقاومة على جهوزيّة كاملة لدخولها.
إما أن تتجرأ حكومة الاحتلال وتردع مستوطنيها إذا كانت تريد تفادي اختبار قوة أشد قسوة من معركة سيف القدس، وإلا فالمعركة آتية لا ريب فيها، وواهم من يظن أن الذهاب الأميركي لاتفاق حول الملف النووي مع إيران يغلّ أيدي قوى المقاومة عن الدخول في مواجهة واسعة.