الطنطورة اعترافات برميل الدم
} حمزة البشتاوي
في اعترافات جديدة حول مجزرة الطنطورة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق 240 شخص من أهالي الطنطورة ووثق جزء منها المخرج ألون شفارتس بعد أن تمّ إنكارها قبل عشرين عاماً، ثم إعادة تأكيدها بعد أن بلغت أعمار مرتكبيها سنّ التسعين، ومنهم ميخا فيطكون الذي يقول إنّ زميله الذي أصبح ضابطاً كبيراً في وزارة الأمن “الإسرائيلية” قام بقتل عدد كبير من أهالي الطنطورة وكان يصفي دمهم ويجمعه داخل برميل حتى امتلأ.
ويقول موشيه ديامنت: لقد كنا نطلق النار وقت المعركة وبعد انتهائها برشاشات أوتوماتيكية وكان زملائي كالوحوش يقتلون بحماسة كبيرة وقال أخر لم يكشف عن إسمه: قتلنا رجالاً غير مسلحين ولم نوفر أحداً منهم. وأما عميتسور كوهين فيقول: لم نأخذ منهم أسرى هدفنا كان القتل فقط وكان معي رشاش و 250 طلقة نفذت كلها ولا أعرف كم شخص قتلق، لم أكن أعدهم. وقال يوسف بار أليعازر: نفذنا الأوامر بحرفية وقتلنا الكثيرين. أما ميخا فيطكون فقال: قمنا بقتل جميع الأسرى وكنا نعتقد بأنهم ليسوا بشر مثلنا.
هذه بعض اعترافات مرتكبي مجزرة الطنطورة الذين تسللوا إليها لإبادة سكانها وتهجيرهم والقول بإنها أرض بلا شعب لشعب بلا بلد أرض متسلحين و الخرافة المدججة بالسلاح والإرهاب الدموي. وبعد هذه الاعترافات ومرور أكثر من سبعة عقود على إرتكاب المجزرة فإن التحرك مازال مطلوباً لملاحقة ومعاقبة المجرمين أصحاب الخرافة والأساطير مؤسسي وإتباع تلك العصابات المعروفين من العالم أجمع. وها هي أصابع الضحايا اليوم تشير إليهم من مكان مدفنهم الجماعي المكتشف كشاهد يؤكد على أن الشعب الفلسطيني بصموده وثباته ومقاومته سوف ينتصر على مشروع الإبادة والتغييب.
والطنطورة التي كانت تبلغ مساحتها 14520 دونم وتعداد سكانها 1725 في العام 1948 سيبقى إسمها مرفوعاً يشير إلى دموية المحتل ووحشية المجزرة بعد أن كانت الطنطورة معروفة بجمال شاطئها ومحطة القطار وصيد السمك وإنتاج الحبوب والبطيخ مازالت باقية و شاهدة على البشع المجازر الصهيونية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الذي سيبقى يدعو العالم إلى يقظة ضمير ضد الجريمة المستمرة منذ العام 1948 ولدعم حقوق العادلة والمشروعة.