الراحلُ الحيّ
} يوسف المسمار*
صالحُ الفعلِ إنْ قضى لا يذوبُ
ما بموتِ الزهورِ تفنى الطيوبُ
لا ولا الشمسُ تنتهي إنْ توارتْ
إنَّ للشـمسِ حـكـمة إذ تغـيـبُ
حكمة ُ الشمسِ أن تُضيءَ الخفايا
بـاطِّــراد ٍ فـتستـنـيـر الغـيـوبُ
وسـتـبـقى مُضيـئـة ً ما استمرتْ
كَـذِبَ الحسُّ ما لشـمس ٍ غُروبُ
فاذا الحِـسُّ بالخِـداع ِ اعـتـرانـا
ما بوهم ِ الخِـداع ِ حُكـمٌ مُصيبُ
عائبُ الحُسنِ ليسَ في الحُسنِ قطعاً
إنما الصحّ ُ في العـيـونِ العـيـوبُ
ليـسَ في اللحن ِوالأغـاريـدِ عـيبٌ
عـنـدما السمعُ يعـتـريه العـطـوبُ
ليـس مـوتـاً رحـيـلُ فـردٍ بعــزٍ
إنما المـوتُ في الحيـاة ِ الهُـروبُ
رهبة ُ المـوت ِ للنفـوس ِ امتحانٌ
يـثبتُ الحـرُّ عـنـدها لا الكَـذوبُ
فانغـلاقُ العـقـولِ ضِيـقٌ مُـميتٌ
وانـفـتاحُ العـقـول ِ عُـمـرٌ رحيبُ
ما بعيش ِ الخـمـول ِ نسمـو ولكنْ
بانطلاق ِ الحـيـاة ِ فـيـنا نـصيـبُ
إنْ فهمنا الوجـودَ تحسيـن خـلـقٍ
كـلّ ُ ســام ٍ بـفـعـلـنا يسـتجـيـبُ
ما وُجـدنـا لـنعـبـدَ العـيشَ، كـلا
بـل وُجــدنـا لتستـقـيـمَ الـدروبُ
فـيـظـلّ الإلـــهُ فـيـنا كبـيـراً
ما استمرتْ على الطهرِ القـلوبُ
ويســودُ الجـلاءُ حـقـاً وخـيـرأ
وجـمـالاً ونهـضة ً لا تغـيـبُ
واقعُ الأرضِ منذ كانتْ أراضي
وكذا الناسُ في مداها شعـوبُ
أكملُ الخلق ِ أمة ٌ ليسَ فـرداً
وبها الخطبُ لا بفـرد ٍ رهيبُ
إنْ تجلتْ فـميـتُها غيـر ميت ٍ
أو تـداعتْ فحـيُّـها لا يُجيـبُ
فالذي شــاءَ للملايـيـن عِـزاً
وقضى في سبـيلها لا يَخيبُ
سوفَ يبقى مدى الزمان ِدليلاً
وضيـاءً إذا ادلهـمَ النصيـبُ
كـلُ من مـاتَ بالكـرامة ِ حيٌّ
في ضميرِ الكـرامِ نُبلٌ وطيبُ
إنَّ فرداً يموتُ من أجلِ شعب ٍ
هـوَ للشعب ِلا سـواهُ الحبيبُ
موقـفُ العـزِّ فـيـه درسٌ بليغٌ
إنْ فهـمـنـاهُ كـلُّ نصرٍ قـريبُ
ليس قَدْرُ الشعوبِ ما خُـطَّ يوماً
إنما القـدْرُ ما تَـخُـطُّ الشـعـوبُ