المخاض المتجدّد
} يوسف المسمار
صَدقَ العقـلُ فالأصيـلُ الأصيـلُ
مسـتمـرٌ على المـدى لا يـزولُ
يسـتمـرُ الصحيحُ فعـلاً صحيحاً
ما استمرتْ على الجلاءِ العُـقـولُ
فجمـالُ النـفـوسِ يـبقى جـمالاً
وارتـقـاءُ العـقـولِ شأنٌ جليـلُ
ما عَهِدنا الظلامَ يُعطي ضياءً
لا ولا النورُ يعتـريهِ الذبولُ
منذ فجـرِ الحياةِ والحـقُّ حـقٌ
وكـذا الخيـرُ لمْ يزلْ والجميلُ
في اكتناهِ الوجودِ درسٌ بليغٌ
إنْ فهـمناهُ مـوتُـنا مُستحـيـلُ
نفسُ دربِ الحياةِ للموتِ دربٌ
وطريقُ الصعودِ فيها النُزولُ
يقظةُ الروحِ شرطُنا للأعالي
ومبادي الحياةِ فيها الأصولُ
ظنَّنا البعضُ أننا قـدْ قُهـرنا
وانـتهينا ودَبَّ فينا الخُمـولُ
وتهاوتْ بما فعـلنا صُروحٌ
كانَ فيها الدوا وكانَ الدليلُ
فأقاموا لموكبِ الذُلِّ عَـرشاً
ويلُ شعبٍ يَسودُ فيه الذليلُ
وتـوارتْ مـواكبُ العـزِّ لـولا
جودةُ النفسِ والوجودُ الأصيلُ
فإذا الروحُ روحُ شعبٍ عظيمٍ
كـلُّ مَجـدٍ يُقـالُ فـيـها قـلـيـلُ
واستعدنا كرامةَ الفعلِ وضعاً
فـيهِ للنصرِ لا يـزالُ السبيلُ
وأعـدنا الرجاءَ للشعبِ روحاً
عـبـقـرياً عَنِ العُـلى لا يميـلُ
فـتجـلتْ عناصرُ الخَـلـقِ فـيـنا
نحنُ نحنُ الصوابُ نحنُ البديلُ
ما أردنا الحـيـاةَ هـزلاً ولهـواً
بـل جهـاداً تـقاسمتهُ الفُصـولُ
كـلُّ فصلٍ ســواعـدٌ مِنْ إبــاءٍ
وعُـقـولٌ يـثـورُ فـيها الشُمـولُ
أشرقَ العقلُ بالبطـولاتِ فارحلْ
أيها الـويـلُ وانعـدمْ يا ذهـولُ
دبَّ روحُ الحياةِ في الأرضِ نوراً
فانشري الخيرَ واخصبي يا حُقولُ
إنَّ بِـدءَ الـزمانِ إنـتـاجُ فِـكـرٍ
واخـتـراعٍ وما تغِـلُّ السُهـولُ
وطـريـقُ الحيـاةِ تخطيـطُ عـقـلٍ
في حقـولِ النضالِ راقٍ يصولُ
ومِثـالُ الـوجـودِ إنســانُ فـعـلٍ
نَصرُهُ الحتـمُ قَهـرُهُ المستحيلُ
صدقَ العقلُ فالأصيلُ الأصيلُ
مســتمـرٌ على الهُـدى لا يزولُ
هـذا ما نَحـنُ، ما نَـظـلُّ فـتـباً
لقـوى الجهـلِ في هُـدانا الدليلُ
قد ألفـنا مسيـرةَ العِـزِّ شــعـباً
حاسم العَـزمِ فاصلاً ما يقـولُ
لـن يـكـون الـزمانُ إلا زمـانـاً
قـد أردنـا لشـعـبـنـا لا يـزولُ