كييف تجدّد قصفها لوغانسك ودونيتسك زيلنسكي: سنعيد النظر بمذكرة بودابست
تواصلت أمس، عمليات القصف المدفعي الأوكراني باتجاه وسط مدينة دونيتسك، بالتزامن مع استمرار نقل آلاف اللاجئين من جمهوريتي لوغانساك، ودونيتسك إلى روستوف داخل الأراضي الروسية، حيث خلّف القصف عدداً من الضحايا في صفوف المدنيين، إلى جانب تدمير مناطق سكنية، ومصنعاً للمواد الكيميائية، وبعض خطوط الكهرباء.
في غضون ذلك، أحبطت سلطات دونيتسك عملية تخريبية كانت تستهدف شبكة الكهرباء وأنابيب الغاز، فيما أعلنت سلطات لوغانسك أنّ «الجيش الأوكراني شنّ هجوماً على مواقع قوات لوغانسك في منطقة بيونيرسكوي» قبل أن يتراجع بعد تعرضه لخسائر.
وبحسب بيانات سلطات الجمهوريتين، فقد تمّ إطلاق أكثر من 162 قذيفة مدفعية ثقيلة منذ الـ 19 من شباط/ فبراير الحالي، باتجاه دونيتسك، فيما قُصفت أراضي جمهورية لوغانسك 49 مرة خلال السبت الماضي، في انتهاك لقرار وقف إطلاق النار بين كييف والانفصاليين.
كما تحدثت سلطات الجمهوريتين عن إجلاء أكثر من 16 ألف شخص إلى روسيا على خلفية التوتر على الجبهة مع القوات الأوكرانية.
بدوره، قال القائم بأعمال وزير الطوارئ الروسي ألكسندر تشوبريان إنّ أكثر من 40 ألف لاجئ من دونباس وصلوا حتى الآن بالفعل إلى روسيا، مؤكداً أن حوالى 2000 لاجئ من دونباس انطلقوا بالقطارات من روستوف إلى منطقتي فورونيج وكورسك، في ظل حديث السلطات الروسية عن توفير تسهيلات وإعانات للنازحين بسبب الأزمة الأوكرانية.
يذكر أنّ بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا زيادة حادة في كثافة القصف في دونباس في الأيام الأخيرة، في ظلّ تبادل السلطات الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان، المُعلنتين من جانب واحد، اتهامات بخرق اتفاقات مينسك، وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس، أنّ بلاده بصدد إعادة النظر في مذكرة بودابست، معتبراً أنه «إذا لم تنعقد قمة الدول المشاركة في مذكرة بودابست أو لم تقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا، فسوف تعترف أوكرانيا بعدم صلاحية الوثيقة إلى جانب جميع البنود التي تمّ التوقيع عليها في عام 1994».
وأضاف زيلنسكي أنّ «لأوكرانيا كل الحق في الاعتقاد بأن مذكرة بودابست غير صالحة، وسيتم التشكيك في جميع قرارات وثيقة عام 1994»، التي تنص على منح ضمانات لأمن ووحدة أراضي أوكرانيا في مقابل تخلي كييف عن الأسلحة النووية.
وبالتزامن مع زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف إلى كوبا، أدان وزير خارجية كوبا، برونو رودريغيز باريلا، ما وصفه بـ»الهستيريا الإعلامية والدعاية التي أطلقتها أميركا ضد روسيا»، مبدياً معارضة هافانا «توسع حلف شمال الأطلسي إلى الحدود الروسية»، وذلك في إطار دعمها المطلق للشعب الروسي وللرئيس فلاديمير بوتين.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يطّلع على تطورات الأوضاع حول الوضع في أوكرانيا بشكل منتظم، لافتة إلى أنّ بايدن تباحث مع فريق إدارته بشأن الوضع في أوكرانيا خلال اجتماع مع مجلس الأمن القومي، أمس.
وزعم البيت الأبيض مجدّداً أنّ روسيا قد تشنّ هجوماً على أوكرانيا في أي وقت على خلفية التوتر بين روسيا والغرب.
إلى ذلك، سحب حلف شمال الأطلسي «الناتو» عدداً من أفراده العاملين في العاصمة الأوكرانية كييف إلى مدينة لفيف غربي أوكرانيا «لأسباب أمنية»، فيما صرّح وزير الدفاع البيلاروسي، فيكتور خرينين، أنّ «مينسك وموسكو ستواصلان الاختبارات المشتركة لقوات الرد المناسب بسبب النشاط العسكري قرب الحدود والتصعيد في منطقة دونباس».