أخيرة

يا سورية العهدُ في أعناقـنا قَسَمٌ

} يوسف المسمار*

 

يا قــومُ إنَّـا حَـمـلـنـا هــمَّ أمـتـنـا

في الحربِ والسلمِ، نحنُ الجندُ والخَدَمُ

إنسانُـنـا الفـذُّ لم تُـطـفـأ مشــاعِـلُـهُ

في عـزمـهِ الحـتـمُ والأقـدارُ تلتـئـمُ

أبـناؤه العـزُّ في تصميمهـم قَـدَرٌ

إنْ عانـدتهم رياحُ الكـونِ تـنهـزمُ

شــاؤوا النهاياتِ إكـراماً لأمتهـمْ

واستطيَبوا الموتَ حتى يَرتقي الكَرَمُ

المـوتُ بالنفـسِ لا بالجسمِ أفـدحُـهُ

والخطبُ بالشعبِ لا الأفرادِ إنْ عُدموا

والعجزُ في العينِ لا في النورِ مصدرُهُ

فليسلم السمعُ حتى يَصلُـحَ النَغَـمُ

لا مـجـد للفـردِ الا مجـدُ أمـتـهِ

في ذلِّها المـوتُ للأفـرادِ والعَـدَمُ

إن سـوَّروهـا بـأرواحٍ وأفـئـدةٍ

سارتْ الى النصرْ واختالتْ بها القِمَـمُ

للأمـةِ الفـوزُ مـرهـونٌ بنهضتـهـا

إن فاتها العـزُّ لا مجـدٌ ولا عِـظَـمُ

ما كانَ تـمـوزُ الا فـعـل تضحيةٍ

يستنهضُ الشعبَ حتى تـُحفظَ الذِمَـمُ

لو كانَ قـولاً وتنظيـراً لما بقيـتْ

أجـيـالُ تمـوز بالتحـريـرِ تلـتـزمُ

لم ترهب الموتَ في تاريخها أبـداً

إن كانَ بالموتِ دربُ العـز يُرتسمُ

يستطيبُ العبدُ عيشَ الذلِّ في نَـهَـمٍ

والحرُ بالشكرِ حُكمَ الموتِ يستـلـمُ

فليعـلـم الناسُ كـلُّ الناسِ أنهـمُ

ما أكـَّدَ العلمُ في تصنيفهـم أمـمُ

والحـرُ من عـاشَ جـنـدياً لأمتهِ

إن شابها الويلُ هولَ الموتِ يقتحمُ

دربُ الحـيـاةِ حـرامٌ أنْ يُـدنِّسها

أنذالُ شعبٍ سفالى قولُهمْ وخـمُ

يا سورية العهدُ في أعناقـنا قَسَمٌ

لبيكِ لبيكِ لم يخـمـدْ بـنا القـسَـمُ

لو مـزّقـونا ولم يسلمْ سوى قـبس ٍ

من روحكِ السمحِ يبقى النصرُ يبتسمُ

مـنـكِ الـدماءُ التي فـيـنا ونـبـذلُها

إن شئتِ بالطوعِ كالأمواجِ تلتطمُ

لا يَسلـمُ الحق ُ إلا بالـفـدى أبـداً

والجهدِ حتى يزولَ الظلمُ والظـُلـُم

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى