دونيتسك ولوغانسك تناشدان موسكو الاعتراف بالاستقلال بوتين: فعلنا كلّ شي لحل أزمة دونباس سلمياً
على وقع تواصل القصف الأوكراني لمناطق لوغانسك ودونيتسك، ونزوح عشرات آلاف النازحين بانجاه روسيا، ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، خلال اجتماعٍ طارئ لمجلس الأمن القومي، الأوضاع في دونباس، فيما دعا رئيسا دونيتسك ولوغانسك بوتين إلى الاعتراف باستقلال الجمهوريتين الشعبيتين.
وأوضح بوتين، خلال الاجتماع، أن روسيا “فعلت كل شيء من أجل حل النزاع في دونباس بصورة سلمية”، مشدّداً على أنّ “السلطات في كييف لن تنفّذ اتفاقيات مينسك”.
وشدد بوتين، خلال الاجتماع، على ضرورة “تحديد الخطوات بشأن دونباس”، مؤكّداً أنّه “يجب الأخذ في الاعتبار نداء جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك من أجل الاعتراف بسيادة” كل منهما.
واعتبر الرئيس الروسي أنّ قرار “الاعتراف بالجمهوريتين يرتبط بالمشاكل العالمية من أجل ضمان الأمن في العالم، وفي أوروبا تحديداً”، لافتاً إلى أنّ “استغلال أوكرانيا أداةً للمواجهة يمثّل تهديداً لروسيا”.
وحذر بوتين من أنّه “إذا اصطدمت روسيا بقبول أوكرانيا في الناتو، فإنّ التهديدات ستتضاعف عدة مراتٍ”، في ضوء مطالبتها باستعادة القرم، مضيفاً أنّ “الولايات المتحدة تتخلّى بسهولة عن أي اتفاقيات وأي وثائق توقعها”.
من جهته، قال مستشار الرئيس الروسي ديمتري كوزاك إنّ “عدم رغبة كييف في تنفيذ اتفاقات مينسك يفتح الباب لإمكان الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك”، بينما توقع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، اعتراف بلاده باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك “إذا تطورت الأوضاع بصورة سلبية”، مشدّداً على أنه “يجب ألا يتم تجاهل حقيقة وجود 800 ألف روسي في الجمهوريتين”.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال الاجتماع، إن “الغرب غير جاهز لقبول المقترحات الروسية بشأن عدم تمدّد الناتو”.
وقال لافروف إنّه لا يرى خياراً سوى “الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك”.
ميدانياً، اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كييف بحشد نحو 60 ألف جندي عند الحدود مع دونيتسك ولوغانسك، مُلمحاً إلى أن وجود إمكانات تصنيع أسلحة نووية لدى أوكرانيا، واعتباره “تهديداً” لموسكو.
بالتوازي، ناشد رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهورية دونيتسك الشعبية كـ”دولة قانونية واجتماعية ديمقراطية مستقلة”، داعياً إلى النظر في إمكانية إبرام اتفاقية للصداقة والتعاون مع موسكو، لا سيما في مجال الدفاع.
كما تحدث بوشيلين عن وقوع اشتباكات بين قواته والقوات الأوكرانية على مناطق التماس، موضحاً أنّ “الوضع في اتجاه ماريوبول تفاقم بشكل حاد” بعد هجوم القوات الأوكرانية على مواقع وحدات الشرطة الشعبية في منطقة كومينترنوفو.
وأشار بوشيلين إلى قصف مدفعية القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 1700 قذيفة باتجاه مناطق سكنية، التي خلفت سقوط مدنيين وعسكريين.
بالتزامن، أعلن الجيش الروسي إحباط “عملية انتهاك الحدود الروسية من جانب مجموعة تخريبية جاءت من جهة أوكرانيا”، في روستوف، مشيراً إلى أنّ “5 متسللين قُتلوا على أيدي القوات الروسية”.
على الصعيد الدبلوماسي، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن من الممكن عقد اتصالات بين روسيا وفرنسا على مستوى وزيري الخارجية قريباً.
وأضاف بيسكوف “أننا لا نخطط حتى الآن لعقد قمة بين بوتين وبايدن” من دون أن يستبعد حدوث ذلك.
في المقابل، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون اقترح عقد قمة مشتركة بين بوتين وبايدن حول الوضع في أوكرانيا، فيما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن قمة الرئيسين الأميركي والروسي “قد تنعقد على أرض محايدة”، مشيرة إلى أنه “لم يتم اتخاذ قرار حولها بعد”.
من جهتها، أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن “وافق من حيث المبدأ” على عقد قمة مع نظيره الروسي، مشترطة لذلك عدم حصول غزو روسي لأوكرانيا.