نظرة ثاقبة…
وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود يرى بأنّ انضمام دولة الاحتلال والاغتصاب والعدوان إلى منطقة «الشرق الأوسط» يشكل عاملاً إيجابياً لمصلحة المنطقة برمتها، وهو نفسه رأى قبل عام من الآن بأن لا مشكلة بين بلاده ولبنان، ولكن المشكلة بين الشعب اللبناني وحزب الله، تألّق آل سعودي لا يعادله أيّ تألق، وإعمال للفكر والرأي كما يجب ان يكون الإعمال، هكذا تكون الرؤى الثاقبة وإلا فلا، فالرجل فكّر وقدّر، ثم قتل كيف قدّر، ممثل مملكة الخير في المسرح الدولي يرى بأنّ «إسرائيل» تشكل حال اندماجها في المنطقة عنصراً بالغ الأهمية، وهو بالتأكيد شيءٍ إيجابي يصبّ في مصلحة المنطقة، يعني بفصيح العبارة، ضعوا جانباً يا شباب الشعب الفلسطيني، اعتبروه غير موجود، فلقد حضر المخلّص، وعلينا ان لا نلتفت الى الترّهات، مثل شيءٍ يُدعى شعب فلسطين، فنحن بإزاء نقلة أخرى إلى فوق تستلزم إلغاء شعب برمّته، أما ما اغتصب من مقدسات وأقصى وكنيسة قيامة وتاريخ بآلاف السنين وتراث وعروبة وإسلام ومسيحية، فكلّ ذلك هو محض هراء، قمين بنا ان نعير جلّ اهتمامنا الى الحيوي من أمورنا، كالبقاء على العروش والاستحواذ على الملك والثروات، ذالكم شيء أهمّ وأبقى، وهو بالتأكيد في «مصلحتنا»…
أما ما خص لبنان، لا فضّ فوه، فهو يرى straight forward أنّ مصلحة لبنان تكمن في تخلصه من جهاز مناعته، فالجسد أكان إنساناً أم شعباً يفيده كثيراً ويعزّز من قدرته على البقاء صحيحاً معافىً ان يتخلّص وبسرعة من جهازه المناعي.
الحمدلله الذي وهبنا في ما وهبنا مملكة لا يتدفق منها إلا الخير، تتحفنا به كلما استشعرنا ضياعاً أو قلّة حيلة أو شحّ في المقدرة على التدبّر والتدبير، لم تتقاعس أبداً في فعل ذلك حتى منذ قرنٍ من الزمان، حينما تداعى مؤسّس المملكة، مملكة الخير، إلى إصدار قرار وتصريح وتبصيم بأنّ جلالته لا يمانع أبداً في منح هؤلاء اليهود المساكين وطناً قومياً لهم في فلسطين، وأنه على ذلك ثابت إلى ان يصيح الديك، أما هؤلاء الفلسطينيون المساكين، أصحاب الأرض منذ آلاف السنين، فـ «بيدبروا حالهم».