مقالات وآراء

سفر إلى الشهداء…

} عماد عواضة

أراك… كموج عائد الى شطآن الوصال…

هوى صوتك على نوافذ، تذكرة الرحيل.. وبكت الكلمات والعواصم.

 والعير فصلت.. وجاء الخبر.

 أنيس القلم رحل وجياد العشق هامت.. ومشينا نقتفي الأثر..

مدهشاً أنت.. كوجنة الشمس عند الشروق.

وأنت مدجّج بالحبر والرصاص.

وصوتك هديل يمام الأقصى.

وأنت العاشق.. المتمرد النابض في شروخ الشجر ..

والعنيد على القيد والسجن والسجان ..

وأنت الكلمة..

وأنت المحور.. والاشتباك…

والبنادق الممتدة حتى تدرك

فلسطين..

وأنت منذور لفلسطين والأحرار،

وأنت المسكون بكلّ ألوان الرايات المخضبة بالبطولات.

سكنتنا جنوباً… بين صخور عشقتها هناك في العرقوب وقراه… والنبطية وصور وبنت جبيل مرابطاً عل تلالها وترابها وصيدا وعاصمة يحي سكاف طرابلس والبقاع خزان العشق المقاوم…

 وسكنتنا عاصمة تحرس بيروت من الفاشيين.. حتى لا تسقط عاصمة الفقراء والشهداء…

وقلت لنا من لا يعرف بيروت لا يعرف سر العواصم العنيدة.

ثم تعود وترابط قبالة فلسطين… تحمل البنادق والرجال.. وعلى جفنيك كانت صور الشهداء تتماهى عاشقة…

هناك وقفت كانت فلسطين مضاءة.. وسط حالة من القسوة والفرح ومبهورة الى حدّ الملامسة في النهار.. كنت عاشقاً والهاً.. تعرف الجنوب ولا حاجة لك الى دليل أو خارطة..

عشقت قضية.. مقدسة ورحت تفتش عن وجوه المحاور وتقاتل.. من أجلها فلسطين وقفت كسعفة تتحدّى الريح وقلت لن تسقط القدس.. علينا ان نصنع الرجال.. وكنت ومروان وابو حسن وحمدي وعماد الرضوان وخليل الوزير وفتحي الشقاقي والشيخ ياسين وكان الحلم يمشي الى الشروق.

 وغدوت المناضل الأممي الكاسر لهيبة المنفطين وحماتهم المستكبرين ..

 قضّيت مضاجع الذين أرادوا لثورة الحلم الخميني الإمام ان تسقط يوم نكست العلم الصهيوني ورفعت علم فلسطين

فكنت الجندي الملثم في الزمن الصعب.. ورحت تطلق رصاصك المقدس على أذناب أميركا ..

ولم ينل القيد من روحك وإرادتك.. كنت أقوى مما تكون.

مشيت والحلم وفلسطين وقلت لا مساومة بل هذا زمن المقاومة من النهر الى البحر..

 وكلّ زوارق الأحلام ستحملنا الى هناك..

 وفي طهران وجدت فلسطين أكثر حضوراً وانتصاراً قرأت زمن النصر من باب جمران.

وقلت من هنا نبحر الى القدس، نحمل لها أحلامنا الوردية..

وجدت يوم القدس في كلّ بيت وحارة وشارع وساحة.

وجدت فيلق القدس مقدساً

 ووجدت الشعار حاضراً.

 زحفاً.. زحفاً نحو القدس.

 كنت محللاً وقارئاً وشاخصاً اعلامياً عالمياً استراتيجياً وبحراً عاشقاً وملاذاً وكهفاً للاحرار..

 عرفناك.. عشقناك.. وقلمك لا يزال مخضباً بنجيع الشهداء تكتب لهم.. عن القدس وبيروت والشام وكربلاء وبغداد وصنعاء وغزة…

وقلبك وصايا وعيناك أشرعة الشطآن العاشقة المهاجرة وأنت مواعيد الفصول ..

 وقلبك ياسمين الشام وقفت متحدياً كلّ القوى التكفيرية وخرجت الى كلّ الشاشات بأبهى المواقف الثورية مفنداً وفاضحاً الدور الأميركي والصهيوني في المنطقة ومبيّناً أنّ كلّ ما يحصل هو لخدمة الكيان الصهيوني وضرب محور المقاومة.

وقفت وكنت خير نصير للمقاومة في لبنان وسيدها العزيز السيد حسن نصر الله، الذي وجدت فيه كلّ الآمال في القيادة والحكمة ورجل المرحلة وسيد النزال وسيد العرب يوم غابت وضاعت المروءة العربية …

كنت صوتاً لوجه المطبعين فاضحاً ومستشرفاً الدور الخياني الذي تلعبه بعض الأنظمة الخليجية والعربية المهرولة للتطبيع مع العدو…

 كنت وبحق مثقفاً ثورياً مشتبكاً في كلّ الميادين والمحطات..

وأنت الساكن بين الجداول يا ظلّ الكلمات والسنابل… يا وجه الشيخ راغب معلناً «إسرائيل وهم مزقناه»، وصوت السيد عباس معلناً «اسرائيل سقطت»…

يا أنيس البنادق ومطر الجنوب،

يا خارطة الوصل الى زمن الشهداء…

 يا أنيس مخيمات الشتات ووطن الصفائح… والمخيمات المنتظرة.

 يا حارس النهر حتى البحر ليتصلا وجدا ويتوحدا على شطآن فلسطين.

أنيس يا قلماً.. كتب على لوحة المجد أجمل الأسماء..

عام وأنت معشوشب الوجه والقلم والكفين…

 يا صوتاً يا موقفاً يا ظلاً…

أحاكيك وأنت في طين الحنين تورق أقلاماً.. وجوهاً وعيوناً…

لا تترك أكفنا بلا حناء قلمك..

لا تترك قلوبنا.. بلا هتاف وجدك

أفجعتنا… حتى القدس

أفجعتنا… حتى البكاء.

وحدها النوارس.. لا تغادر..

 وقلبك لا يهرم في الحب..

 وقلمك لا يهرم ولا يهزم.

حملنا القلب..

وحملنا القلم..

والقدس..

وعهدا لن يسقط القلم المقاوم

 قلم أنيس…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى