معراج
يبدو أنّ أمر عمليات إعلامي قد صدر إلى أزلام أميركا و”إسرائيل” في هذا العالم المنكوب والمسمّى العالم العربي بالمباشرة في الترويج لفكرة انّ القدس ليست مدينة مقدسة بالنسبة للعرب والمسلمين، فخرج علينا الإعلامي إبراهيم عيسى من قناة “الحرّة” المموّلة أميركياً ومن خلال برنامجه “مختلف عليه” ليستضيف أحد الباحثين المغاربة واسمه رشيد أيلال، وهو من أولئك الباحثين الذين لا يعترفون بإمساك العصا من منتصفها، فإن تبدّى بعض من الشك في مسألة النقل مما يستدعي بالمنطق غربلته وإبانة غثّه من سمينه، ولكن الأمر بالنسبة لـ أيلال فهو الدعوة للإطاحة بالنقل برمّته، وبالتالي كلّ الموروث وعدم الاعتراف به إن توارد بعض مما هو مشكوك بأمره، فلا حلول وسط، وسحب هذا الموقف على مسألة الإسراء والمعراج، فالمعراج بالنسبة له هو محض أساطير، وهو بدعة طرأت من خيال المتخيّلين، ألغى سدرة المنتهى، وألغى أنّ الصلاة فرضت كما نعرفها في المعراج، واتفق هو وعيسى للترويج لذلك،
وإذا أردنا الغوص في لعبة الدوافع وفي لعبة المصالح وفي رأي هنا وإطلالة هناك، خاصةً ما تقيّأ به أحد أزلام آل سعود، ضابط المخابرات السابق، فهيّد الشمري صويلح، وغيره ممن أطلقوا من عقالهم لتجريد القدس من قدسيتها، تبدّى لنا جلياً أنّ الخطة قد نضجت في العقل الشيطاني الصهيوأميركي لتجريد القدس من قدسيتها حتى يسهل تسليمها الى دولة العدوان، وأنّ الأدوات الأعرابية بدأت بالتحرك لتكريس ذلك، وماذا عن كنيسة القيامة أيها الأوغاد؟ هل غاب عنكم في حمّى التشكيك بالأقصى والمعراج قدسية كنيسة القيامة بالنسبة لنا كعرب؟ أليست مقدسة تماماً كما الأقصى؟ شخصيّاً لو كنت موجوداً في القدس لصلّيت الجمعة في الأقصى والأحد في كنيسة القيامة، ولا أجد غضاضة في ذلك، محمد نبيّي وعيسى نبيّي لا أفرّق بينهما بمقدار شروى نقير.
