في ذكرى الرحيل
إلى روح فارس السيف والقلم..
إلى روح أستاذي الأكبر، الذي تعلمت منه خلال فترة صداقة وجدانية، فكرية قصيرة في مقياس الزمن، غنية في مجال المعرفة الإنسانية والوطنية والسياسية والاجتماعية والحضارية والنفسية..
علّمني خلال ثلاثة أعوام ما لم أتعلّمه خلال حياتي كلها..
علّمني كيف أعطي أهلي وأصدقائي ووطني أكثر مما ينتظرون مني، وأكثر مما يتوقعون، ولكن دون منَّة..
علّمني كيف أكون أباً وأخاً وابناً بارّاً بهم ولهم..
و كيف أكون ليِّنا معهم، أحملهم على كتفيَّ وبين ضلوعي..
وكيف أكون مع أعداء وطني حازماً صارماً شجاعاً..
علّمني كيف أُسقطُ الخوف والتردُّدَ من قاموسي.
علّمني الترفُعَ عن الصغائر، والانخراط بروحيّة الفارس في القضايا الوطنية والإنسانية الكبرى..
علّمني أن العقل هو المرجعية الأولى في كل قضية خلافية..
وأن قيمة حياة الرجال الحقيقية، هي من قيمة القضايا التي يحملونها بإخلاص..
……………………
إلى روح فارس السيف والقلم، اللواء، المفكر والشاعر، الدكتور بهجت سليمان، أنزل الله عليه شآبيب رحمته.. أهدي هذه الأبيات من الشعر:
«سقى الرحمن في الأردُنِّ صَوْتاً»
بقلبِكَ غيثُ أسرارِ البديعِ
واسمُكَ بهْجَةٌ مثلُ الربيعِ
وصوتُكُ في ظلامِ الفكر شمعٌ
ونورٌ قد تَرَدَّدَ من يسوعِ
ونبعٌ للمعارفِ مِنْ رَسولٍ
أتمَّ مكارِمَ الخُلُقِ الرفيعِ
وينبض قلبُكَ الحاني بحبٍّ
حُنُوُّ الأمِّ للطفلِ الرضيعِ
وتزأرُ حينَ يدنو من عرينٍ
ذئابٌ أو ضباعٌ كالقطيعِ
سقى الرحمنُ في الأردُنِّ صَوْتاً
كمثلِ الرَّعدِ في وقتِ الهزيعِ
تراهم حين زأرته سكارى
وليلُ الموت كالسهم السريعِ