حديث الجمعة

صباحات

} 18-2-2022

صباح القدس والأميركي يرتبك، كيف يجمع بين ان ينهزم وأن يشتبك، فكيف تضم المعادلة على سطح واحد، الانسحاب من أفغانستان، والتصعيد في أوكرانيا وفي سورية والعراق حفاظ على الانتشار، تحت عنوان، التفرغ للصين، وعبقرية آشنتاين لن تجد حلا لزيادة بل الطين، الا الضياع والحيرة وغياب الاستراتيجية، وزوال هيمنة الدولة القوية، ومهما أصرّ تنابل التبعية، على الترويج للهيمنة، وتقلبوا على الميسرة والميمنة، فلن يقنعوا العقول المحيرة، بأن كل شيء تحت السيطرة، ومهما تفلسف نواطير الكاز، لن يستطيعوا تفسير كل الألغاز، ولا فك الأحجية، فكيف تكون قوياً وتنسحب، وكيف تكون أبو الديمقراطية وحليفك يوماً لم ينتخب، وكيف تكون أبو الحرية بأنظمة تحت السلاح، وتحمي الاعتداءات في الشيخ جراح، فالقيمة الأخلاقية للسياسات، تفضحها الممارسات، وهي أصل مصادر القوة للدول، الا عند من أصيبوا بالهبل، فيصدقون، انهم محميون، لرؤية المدمرات، وحاملات الطائرات، وينسون أنهم قبل شهور عندما هاجمتهم المسيّرات، خرج الأميركي ليقول، انه غير مسؤول، الا عن حماية قواته، فلملم شتاته، ورحل دون سؤال، وتركهم يواجهون وحدهم مخاطر القتال. وفي أوكرانيا يتساءلون، كيف يقاتلون، هل يسحبون صك العقوبات، ويواجهون به الطائرات، أم يحملون كما كان يفعل العرب بوجه «إسرائيل»، نصوص البيانات والقرارات عندما ينهزمون ويهمون بالرحيل، قبل زمن المقاومة وانتصاراتها، وانقلاب الموازين، حتى ضاقت بـ»إسرائيل» خياراتها، وصارت ترى الجحيم في كل حين، ومن لا يريد أن يقتنع، لأنه تورّط بالحلف المطبع، فستون سنة وسبعون يوم، حتى يصحو من النوم، وقد تكسرت الممالك، وصار حكمها هالك، عساه عندها يستفيق، على الهزيمة وضياع البريق، لأنه صدق الرواية عن الدولة الخطيرة، قبل ان يكتشف انها كذبة كبيرة، وأن كل الإمبراطوريات في نهاية المطاف، يأتيها يوم للتفكك والزوال، وأن الشعوب التي لا تخاف، وحدها تملك الجواب على السؤال.

} 19-2-2022

صباح القدس لحسان، يحلق في سماء فلسطين، يهز أركان الكيان، ويقطع الشك باليقين، أن هذه المقاومة تنتمي للحق والحقيقة، وأنها تفوّقت بالمسيّرات كما الصواريخ الدقيقة، وانها باتت في التقنيات تملك زمام المبادرة، وان الكيان الذي أمضى سنوات، يجعل كل مواجهة مغامرة، بات مقامراً يلملم شظايا الخسارة، يستدين ليواصل الرهان، والمقاومة تلاعبه لعبة البقاء، ومَن تابع بالأمس ذعر الكيان، يفهم معنى المثابرة، وحكاية الأرنب والسلحفاة، ولماذا ينتصر في اليمن الحفاة، وكيف أن المقاومة تضع الختم على توقيع السيد، وتقول لمن يشكك ها نحن نؤكد، فتخرج مسيّرة تلقن الدروس، وتنشر على وجوه قادة الكيان العبوس، اطلقوا القبة الحديدية، فتحولت طلقات خلبية، ولاحقوها بالطائرات الحربية والمروحية، فتملّصت بفن المناورات الذكية، وأحبطت الردارات، فاطلقوا الصفارات، وعادت بأمان وسلام، الى قاعدة الانطلاق، تحمل كثيراً من الكلام، ومن فلسطين أحر الأشواق، وتنادي لا تتأخروا، فقد طال الفراق، وجاء البيان المختصر يكشف الحقيقة، يحمل الرسائل وبريقها، كم اجتازت وبكم دقيقة، وأي عمق بلغت في تحليقها، ليؤكد سرّ التفوق، ومعادلة الردع الجديدة، تحلقون ونحلق، لكن الحقيقة الأكيدة، انكم تفقدون ميزة ونكسبها، فالتوازن والردع لمن يفرق، بين ما كان وما سيكون، خطنا صاعد وخطكم الى انحدار، ولهذا ستهزمون، وإن أردتم التحقق، انظروا الى تشقق الجدار.

} 21-2-2022

صباح القدس للأنيس، لسيرة تستحق التدريس، صباح القدس للنقاش، لأستاذ علم النقاش، لمن بدأ في ريعان الشباب مقاوما، وختم الحياة عالما، عبره قلنا في يوم وزراء النفط لن ننساك فلسطين فأنت الخيار، وأنت اشتعال في الوجدان، وبيده التي اطلقت النار على بختيار، قلنا شكراً لإيران، على اقفال السفارة الاسرائيلية ورفع العلم، وعلى إعلان الإمام اليوم ايران وغدا فلسطين، ففهمنا نون والقلم، ومعنى خلقنا الإنسان من طين، فكان أنيس فلسطين وإيران في وحشة البداوة العربية، ليحفظ ما أفسده الشقاق والنفاق من الود للقضية، وكان تلك اللمعة المبهرة، عندما تستيقظ بكل صدق في وجدانه فكرة، وقد انتبه مراراً لما يجب وما ينبغي، مقداماً في مواجهة النخاسة والدعارة والبغي، حارس النقاء، طيب اللقاء، صديقاً وأخاً لكل المقاومين، بوصلته لا تخطئ فلسطين، رحل مبكراً والرواية لم تكتمل، تاركاً لنا إكمالها، نموذجاً للمثقف المنشغل، بالأمة وأحوالها، مثال المثقف المشتبك، الذي لا يتردد ولا يرتبك، صوت صارخ بالحق مهما كان اللوم، لا يعرف الراحة ولا النوم، أنيسنا الذي رحل يبقى ناقوسا يدق في قلوبنا، نبراسا يضيء الدروب ويحذرنا من عيوبنا، اشعاع حب واخلاق، في زمن التملق والنفاق، كلما اشتدت المواجهة مع الاعداء، كان اول من يلبي النداء، فقبل ان تهمس بالسؤال أين أنيس، تجده أمامك كامل الحضور، يحلل ويقيس، ويصوب مسار الأمور، رجل فكر ورجل ميدان، والإنذار الأخير ان آن الأوان، صاحب شعار واستعدوا، ولا تهنوا ولا تضعفوا، ان الأعداء بكم وجدوا، ألف سبب ليخافوا، وان النصر صبر ساعة فتحملوا دون كلل، ألم المواجع، فقانون الحرب منذ الأزل، عض على الأصابع.

} 22-2-2022

صباح القدس للمتغيرات، فالطبيعة لا تعترف بالسكون، وكي تولد المعادلات، يحتاج العقل الى بعض الجنون، فمن يتهيب العواقب الوخيمة، يسكن في المعادلات السقيمة، ومن يقرر التقدم، ويتقن التعلم، يصعد السلم، والسلم درجات، يصعده اصحاب الهمم والعزائم، والذين لا يخشون المطبات, لا يخشون في الحق لائما، ويسمعون التهديد ولا يأبهون، ووفق مصالحهم وحقوقهم يقررون، ومن تغريه أكاذيب القوى العظمى ويعيش وهم المهابة، يسقط عميلاً او عضوا في العصابة، ويلقى مصير البائسين، ورهانه على اليائسين، فيصير فرق عملة السوق، وكبش فداء محروق، هذا هو حال أوكرانيا في ظل الثورة الملوّنة، لم تتعلم في السلم، فمضت في الرهان على الناتو، وبعد جزيرة القرم، يقول بوتين لهم هاتوا، ومن لا ينتبه كيف يقرأ التاريخ، ويعرف معنى الحرب في سورية، ستعلمه الصواريخ، صعود قوة روسيا، ومعنى تكامل موسكو وبكين، وصمود طهران، فالقضية ليست عقائدية ولا سياسية، بل قضية السكان الأصليين، مع جماعة الاستيطان، والتخلص من الغزوات الأجنبية، فالأميركيّ غريب عن الأوطان، بل هو في بلاده مستوطن، مثله مثل كيان الاحتلال المسرطن، اقام كيانه على ابادة السكان، وهذا ما فعله الكيان، وفي كل آسيا هو كائن غريب كـ»إسرائيل»، حيث الشعوب والدول الصاعدة، وقد آن موعد الرحيل، او الانتظار على قدم واحدة، فلا الترهيب ولا الترغيب، ينفعان في وقف قطار التكامل، حيث دول وشعوب قررت التواصل، كما حركات المقاومة، قررت عدم المساومة، فهذا هو القطار السريع، وليس قطار التطبيع، ومن ينتظر ير نهاية الطريق، ومن يشكك فليستعن بصديق.

} 23-2-2022

صباح القدس للشعوب وصبرها، والثقة بأن الإمبريالية تحفر قبرها، هكذا قال الراحلون العظماء، في ذكراهم نفتح أيدينا للسماء، ونقول هذا ما قاله أنيس النقاش، وهكذا كتب بهجت سليمان، وفي مثل هذه الأيام هما موضوع النقاش، وفي الوصف يعجز اللسان، عندما تقارن ما كانا عليه من الثقافة، وما لدى الخصوم من سخافة، وكيف كانت المقاربات العبقرية، والشخصية الساحرة، وكيف يحضر تاريخ القضية، في مسيرة حاضرة، من عمليات الفدائيين، الى حرب تشرين، وكيف تصاغ المقولات بلجة جدية وابتسامة ساخرة، وكيف تثقف الشعوب بلغة بسيطة، وكيف تشرح الصراعات على الخريطة، ماذا عن بيروت العشق، وعن حب دمشق، وها نحن في الذكرى نشهد حروب الغاز، التي شرحاها طويلاً وفككا فيها الألغاز، وكيف توقعا ان تكون أوروبا مسرح الحرب، وان تكون بداية تفكك حلف الخصوم، فكان النضال هو الدرب، والأداة هي العلوم، ودائماً بوصلة الصراع، حق تحميه المقاومة ما ضاع، ولن يضيع، مهما تكاثر جماعة التطبيع، ففلسطين لا تقاس بالعدد، فهي حق باق للأبد، حتى يتحقق التحرير، وترفع المقاومة راياتها، فيحسم المصير، وتبلغ الشعوب غاياتها، وما قيمة الإنسان، ما دام يعلم أنه سيموت، ما لم يثبت ان الكيان، أوهن من بيت العنكبوت.

} 24-2-2022

صباح القدس للتاريخ يعاقب المتذاكين، والتاريخ لا يسامح المتباكين، الذين دمروا القانون الدولي والأمم المتحدة، والتحقوا وراء العدوان الأميركي في أماكن متعددة، واخترعوا الفتاوى والمبررات، ليضحك العالم من مجلس الأمن وما يصدر من قرارات، فالذين برروا لأميركا الحرب التي دمّرت يوغوسلافيا، ومن بعدها الحرب على العراق، والعدوان على سورية، ولم يكلفوا انفسهم عناء الاعتذارات، عندما ثبت انها كلها حروب بلا مبررات، الا الأطماع بالسيطرة، وانهم مجرد أدوات، ودمى مسيّرة، وان القانون عندهم كآلهة التمر عند أهل قريش، يعبدونها واذا جاعوا يأكلونها ويقولون الأولوية للعيش، فكيف سيسمع لهم التاريخ بكاؤهم اليوم، وقد استفاقوا من النوم، انه ليس بيدهم حيلة، وقد أسقطوا كل وسيلة، وجعلوا سيادة الدول ممسحة على الأبواب، وهيأوا للغة القوة وشريعة الغاب، ونسوا ان الحكم في أوكرانيا جاء من خارج القانون، وأنهم بثورة ملونة وممولة فرضوا حكماً عميلاً، وجاءوا اليوم يتساءلون، كيف لروسيا ان ترديه قتيلا، وغداً يحكم البلاد اصدقاء للروس ومؤيدون، فأنتم من حوّل الديمقراطية والسيادة الى مسخرة، بعدما صارت كل الأشياء عندكم مسَخرة، لتبرير هيمنة الأميركان، واليوم ستتذكرون، ان الباب الذي تفتحه يمر منه الآخرون، ومثلما تدين سيأتي يوم وتدان، فيوم شنت الحرب على العراق، ابتلعتم ألسنتكم وتسابقتكم على بيانات النفاق، ويوم دمّرت يوغوسلافيا، كنتم تهرولون لاسترضاء زعيم المافيا، ويوم تعرّضت سورية للعدوان نسيتم السيادة وتذكرتم الديمقراطية، كأنها أسلحة الحرب الذكية، واليوم يذكركم بوتين بحسن الجوار، مثلما كانت حجة الحرب أسلحة الدمار، فاشربوا الكأس التي أسقيتموها للشعوب، وتذوقوا نتائج الحروب، وتذكروا أن التاريخ دولاب، وكل باب يليه باب، وان القوة ستجد قوة تردعها، ما دامت نداءات القانون لا تجد مَن يسمعها، واعلموا أنه ما دامت هناك «اسرائيل»، تسرح وتمرح ولا تلتزم بأي قرار، فان البديل، سيصنعه الحديد والنار، فالعين بالعين والسن بالسن، قاعدة لمن يهتدي، معادلة تحكم الأمن، والعاقبة على المعتدي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى