لا يُسعِدُ الناسَ إلا الحبُّ والحَسَنُ
} يوسف المسمار*
يا أهـلُ إنـّا ضللـنـا في تخـاذلـنـا
وانتابنا الجُبنُ والخُذلانُ والوَهَـنُ
وأنهكَ الخـوفُ والأوهـام أنفسنا
فانسابَ فينا نعاسُ الروحِ والشَجَنُ
فليسَ والله ِالا الصـدق ينـفـعُـنا
في القولِ والفعلِ مهما أرعبَ الحَـزَنُ
فأيـقِـظـوا الشعبَ يا أحـرارَ أمتـنـا
في يقظةِ الشعبِ نَصْرُ الشعبِ مُؤتَمَنُ
ونزِّهوا اللهَ عن تأويلِ ما اقـترفـتْ
يا أيها الناسُ أذهـانُ الألى دُفِـنـوا
واستغفِروا اللهَ بالأنـوار وانعـتـقـوا
من سطوة الخوف والتخريف وافتطِنوا
واستلهِموا الفهمَ والأخلاقَ وانطلقـوا
بالعـقـلِ والعلمِ والعـرفانِ واتّـزِنـوا
وحارِبوا الشرَّ والعدوانَ وانتصِروا
بالحق ِ والعدلِ حتى يَعمُرَ الوَطَـنُ
وكافحوا الظلمَ بالإنصافِ واتخذوا
من شرعةِ الحقِّ دستوراً لهُ ارتكنوا
لا يَـرحمُ اللهُ قـوماً ان هُــمُ ظَلَمـوا
أو ينصرُ اللهُ قوماً انْ هُـمُ جَـبُـنـوا
بل ينصرُ اللهُ من بالعدلِ قـد رحموا
ويـرفـعُ اللهُ من ثـاروا ولـمْ يهـنـوا
وقـاوَموا الظلمَ حتى انهارَ عالمُهُ
وهاجموا الشر حتى استحسنَ الحَسَنُ
بالعقـلِ ينهارُ عرشُ الجهلِ منبثـقـاً
فجرُ الهـداياتِ والتضليـلُ ينـدفـنُ
والعلمُ يزدانُ بالأخلاقِ إنْ خَلُصت
من آفةِ السوءِ حيثُ الشرُّ يُحتضَنُ
قـد أودعَ اللهُ فـيـنا خـيـرَ مُـوهـبـة ٍ
عـقـلاً يشعُ بما في الروحِ يُخـتـزنُ
فـطاقـة ُ العـقـلِ تـقـوى في تألـقـهِ
لـولاهُ ما كـانَ تمـديـنٌ ولا مُـدُنُ
ولا الحضاراتُ قامتْ في تـنافسها
تستصلح ُ الأرضَ حتى استؤنس السَكَنُ
فاستُطيب العيشُ بالعمرانِ واختـلجتْ
في الناسِ روحٌ بهـا الإبـداعُ يُكـتـزنُ
وفاضت النـفـسُ بالأحــلامِ مُـلهَـمَـة ً
بالفكـرِ والفـنِّ يـزهـو العاقـلُ الفـطِنُ
إن تـُشرق النفسُ في الإنسانِ صافيـةً
تستكشف الكونَ مهما استحوطَ الخَزَنُ
مشـيـئـة ُ الله أن تـبـقى مـواهـبُـنـا
تستـنطقُ الغيبَ لا يـرتابهـا الـوَهَـنُ
فـإن هـجـرنـا هِـبـاتِ اللهِ غـادرنــا
نـورُ الألوهـةِ واشتـدتْ بـنا المِحَـنُ
بـدءُ البـداياتِ في وعيٍّ يُـحـرِّرُنـا
من غـفـوةِ العـيشِ مما أفسدَ الأسَنُ
فالذلُ في الناسِ ان يرضوا بمسكنة ٍ
والعـزُ في الناس بالأهـوال يُمتحـنُ
لا يسلـمُ الشعبُ من عـدوانِ ظالمهِ
إنْ عاشَ بالخوفِ أو يُبنى له وَطَـنُ
إنَّ الكـراماتِ بالإقـدامِ نحـفـظُهـا
والجدِّ والجهدِ لا في جبنِ من وهنوا
ما شـــاءنـا اللهُ أنـذالاً لمُـغـتـصب ٍ
أو شـاءنـا اللهُ للأعـداءِ ما عجـنـوا
بـل شـاءنـا اللهُ أن نحـيا بعـزتـنا
في موكبِ النورِ حتى يعمُرَ الزمنُ
فـنحـمـل الـنـورَ للأجـيـال غايـتـنـا
زرعُ المناراتِ إنصافاً لمنْ غـُبـِنـوا
لأنـنـا اللهُ قــد أغـنى مـواهـبَـنـا
بالعقلِ والحبِّ نحنُ العينُ والأذنُ
سنخصبُ الأرضَ باذن الله من دمنا
بالحــقِّ والعـدلِ حتى يُسحـقَ الوَثَـنُ
ونسحـقُ الظـلـمَ مهما اشـتَّـدَ باطلُـهُ
فـنحـنُ بالعـقـلِ أبطالٌ وإنْ طـُعِـنوا
لتصبحَ الأرضُ كلُّ الأرضِ زاهرة ً
ويصبحُ الناسُ أرقى من بها سكنوا
رسـالةُ الحـبِّ في وجـدانـنا فعلتْ
لا يُسعـدُ الناسَ إلا الحـبُّ والحَسَنُ