في الحرب
أتوجه الى الله بالدعاء في الصباح وفي المساء وفي الظهيرة أن تعقد القيادة “الإسرائيلية” مقارنةً بين ما فعلته القيادة العسكرية الروسية من هجمات سيبرانية وضربات صاروخية دقيقة واقتحامات رأسية وبعض الإبرارات، ومن ثم تقرّر انّ بإمكانها ان تقوم بنفس الشيء ضدّ حزب الله، فتلحق به هزيمةً مدوية، تماماً كما يحدث الآن لفلول زيلينسكي في أوكرانيا، أتمنّى من الله ان تخلص رئاسة أركان حرب “إسرائيل” بقيادة أفيف كوخافي الى هذه الحيثيات، فتقرّر القيام بهجوم مماثل على لبنان وحزب الله، لأنها إنْ فعلت فسيكون بذلك قد أزفّ موعد الخلاص من هذا الكابوس الذي يدعى “إسرائيل”، لعدة اعتبارات…
أولها، انّ الجيش الأوكراني ليس جيشاً عقائدياً، كما ان مقاتليه لن يبذلوا الدم في سبيل زيلينسكي وأزلامه، لذلك فمن السهل بالنسبة للجيش الروسي الجبّار أن يلحق به هزيمة سريعة ونكراء، ولكن “إسرائيل” ستواجه مقاتلين هم الأكثر عقائدية على وجه الأرض، وهم مستعدون وبفرح ان يؤدّوا ضريبة الدم بدون تردّد.
ثانيهما، روسيا هي الأكبر مساحةً في العالم، وأعماقها الاستراتيجية مغرقة في اتساعها ولا تملك أوكرانيا أية فرصة على الإطلاق في النيل من روسيا، أما دولة الاحتلال فيكفي تحطيم كبدها الاستراتيجي الذي لا تتجاوز مساحته 1400 كيلومتر مربع حتى تنهار الدولة، وسيكون نصيب كلّ كيلومتر مربع من هذا الكبد وفي الدقائق الأولى من اندلاع الأعمال الحربية 100 صاروخ دقيق، كفيل بإبادة كلّ أنواع الحياة في هذه المساحة الضيقة، وبالقدر الذي يتمتع مقاتلو حزب الله وحلفاؤهم بوازع معنوي فائق، بالقدر الذي سحقت معنويات مقاتلي جيش الدفاع “الإسرائيلي” على مدى الثلاثين عاماً الفائتة، بحيث غدت قواه المعنوية أشلاء تمشي على قدمين، تتحيّن الفرص للنجاة بذاتها ولا يمنعها من ذلك أيّ دافع معنوي بأيّ حال من الأحوال.
لقد تلاشت إرادة القتال في نفوس هؤلاء الجنود ولم يعد لديهم أيّ رغبة في القتال، وكما قال سيد الحرب النفسية، أنه لربما لا يكون هنالك داعٍ للقتال، وشخصياً أقترح على هيئة أركان حرب حزب الله، حينما يبدأون بتحطيم كبد “إسرائيل” وكلّ ما هو حيوي في دولة الاحتلال الإبقاء على المطارات المدنية في حالة قابلة للعمل حتى يتسنّى لهذا الشعب المصطنع ان يفرّ بسهولة ويسر، والله من وراء القصد…