جمال الروح
} يوسف المسمار
جمالُ الروحِ، لا الجسم ِ المُفَضَّـلْ
لمن فـَهـِمَ الحيـاة، وكانَ أعـدلْ
فـلا شيء يُضاهي العَـقـلَ حُسنـاً
بحُسنِ العـقـلِ وعي المرءِ يكمـلْ
بـهِ الإنســـانُ يـرقـى بـإطـرادٍ
ويلطـفُ نوعُـهُ، ويصيـرُ أجمـلْ
فمن شاءَ الجمالَ جمالَ شكـلٍ
مصيرُ الشكـل أنْ يَـذوي ويـذبـلْ
ومنْ شاءَ الجمالَ جمالَ نفـسٍ
محــالٌ أنْ يُشَــوَّهَ أو يُعـطـَّـلْ
سُمُوُّ العـٌـقـل ما نرضى ونبغي
فهـل غيـر التعـقُّـل كان أعـقـلْ؟!
لماذا العـقـلُ إنْ كُـنَّـا سـكـارى
نُـفاخـِرُ بالخُمـول ِ وليسَ نخجـلْ؟!
لماذا العـلـمُ إنْ عِـشـنا حيـارى
كمـا بالجهــل ينسـاقُ المُغَـفَّـلْ؟!
لماذا الفكـرُ إنْ صرنـا أسارى
ونـورُ الفكـر ِللأحـرارِ منهـلْ؟!
لماذا الفـنُّ والإبـداعُ فـيـمـا
يـزيـدَ شقـاءنـا ويـلاً وأهــولْ
لـمـاذا دولـة الـقـانـون ِ نـرجـو
إذا القـانونُ في الإنصافِ مُهمـلْ؟!
لماذا الـديـنُ، والأديـانُ صارتْ
مـذاهـبَ ما بها للروح ِ مَدْخـَـلْ؟!
لـماذا الحُكـمُ، والأحكـامُ جـارتْ
وجـورُ الحكم ِ للإنسـانِ مَقْـتَــلْ؟!
لـماذا العـيشُ إنْ صرنا مـطايـا
لأمـر ِ العـابثـيـنَ بكـلِّ فـيصـلْ؟!
فـمـاذا؟ بل لـمـاذا كـلُّ هـذا؟
يَـحـلُّ بشعـبنا، ونظـلُّ غـُـفـَّـلْ؟!
تمـادى الـويـلُ يا شـعـبي وإني
بغـيـر ِ الفجـر ِ لا أرضى، وأقـبـلْ
وفـجــري أمـتي في العـزِّ تحـيـا
تَـعـبقـرُ في الكمـال ِ بكـل ِ أنبـلْ
وتـنهـضُ في الـوجـودِ بكـل ِعـلمٍ
غـنيٍّ بالمـنـاقـبِ ليسَ يـبخــلْ
يُحَــرِّكُـهـا الـنـبـوغُ بكـلِّ فـنٍّ
بـديـعٍ ٍ لـمْ يـُـر أبـهى وأجـمـلْ
تُحـلّـِقُ في المـدى والضوءِ شوقاً
لجعـل ِ الحُـبِّ نبـراسـاً ومشعـلْ
وتُوغـلُ في الغياهب ِدونَ خوفٍ
مِنَ المجهـول، مهما الجهـلُ هـوَّلْ
تَـرى الآمـادَ نَهــراً منْ ســنـاءٍ
على قـمـمِ التـألُّـق ِ قـد تَســلسـلْ
فـلا ديـنُ التَـحَـجُّــر ِ ترتـضيهِ
لأن الـديـنَ بالتمـديـنِ يُـصْـقَـلْ
ولا فـكـرٌ يُجـمِّـِدُ ما أستساغـتْ
لأن الفـكـرَ ما تـهـوى وتـعـمـلْ
ولا شرعٌ يُعـيـق إذا استـفاقـتْ
فكـلُّ الشـرع ِ إنْ شـاءتْ مُبَـدَّلْ
ولا عـلـمٌ يُـعــارضُ ما أرادتْ
بهــا العِـلـمُ المُفـيـدُ يظـلُّ أشـمـلْ
ولا فـنٌ يُسـابـقُ مُـبـتـغـاهــا
إذا نهضـتْ يصيـرُ الفـنُّ أمْـثَـلْ
هيَ الحَـكَـمُ الحكيـمُ بكـلِّ أمـرٍ
يخـصُ شـؤونهـا وبهـا يُسَجَّـلْ
تـمـادى الـويـلُ يا شعـبي تَجَـدَّدْ
فـنبـلُ الـروح ِفي التجديـدِ يفعـلْ
وغَـيّرْ ما استطعتَ شؤونَ عُـمـرٍ
ذليـلٍ ٍ ســاءَ واسـتردى وأمحـلْ
وهاجـمْ بالبُـطولـة ِ كـلَّ شيءٍ
بأســبابِ التَـخَـلُّـفِ قـد تغـلغــلْ
وفَـجِّـرْ ثـورة َ التـنـويـر ِ حـتى
ظلامُ الجهـلِ والتجهـيـلِ يَرحـلْ
ضـلالٌ أنْ نعـيشَ عبـيـدَ أمسٍ
بتخـميـرِ العُـفـونـةِ قـد تَهـلهـلْ
فلا تُحييِّ المقـابـرُ سـاكـنيهـا
ولا الأمواتُ تُصْلـِحُ ما تَعَـطَّـلْ
ولا الفكـرُ المُحَـنَّـطُ فـيه نـفـعٌ
لما يُجـدي ويـُرْجى أو يُـفَـضَّـلْ
لأنَّ الـعــزَّ مـيــلادٌ جــديــدٌ
بــه ِ الإيـمــانُ بـالإنســـان أوَلْ
وإنسانُ الحـضارة ِ روحُ شعـبٍ
بتـطـويـرِ المواهبِ قـد تَـجَـمَّــلْ
محـالٌ يـفـعـلُ التـغـيـيـرُ فـيـنـا
إذا نـهـجُ التـخـاذلِ لمْ يُـفَـشَّـلْ
مَحَـالٌ لـيـلُـنـا يَـغــدو نهــاراً
إذا أوهـامُـنـا ظَـلّـت تُـبَـجَّــلْ
فـنهـجُ الحـقِّ للإنسانِ عَـقـلٌ
لتوسيع المـداركِ خيـرُ مَـنـهَـلْ
فلن تسمو الحياةُ بنهجِ جهـلٍ
ولن يَرقى الوجودُ بمن تَـرَهّـلْ
جمالُ الروحِ في الإنسانِ وعي
إذا الوعي انـتـفى قُـبحاً تحـوَّلْ
فخيرُ العُمر في استمرارِ وعي
به الانسانُ يستهـدي ويَـفـعَـلْ
لتبقى نهـضة الأجيـالِ تـنمـو
ويغـدو نُـورُها للحـقِّ مشعـلْ