لبنان والإمارات
تتذرّع وزارة الخارجية لتبرير موقفها المخالف لكل نظريات النأي بالنفس حول الحرب الروسيّة الأوكرانية، بالضغوط الأميركية والغربية، في ظل حاجة لبنانيّة ماسة لرضا أميركا والغرب، كما تقول، ويكاد اللبنانيون يصدّقون الكلام عن العجز عن مواجهة الضغوط وكيف يمكن للدول التي تمثل قرباً أكثر من لبنان أضعافاً بالسياسات الأميركية أن تحفظ ماء وجهها وتتخذ الحياد المصلحيّ في هذه الحرب.
موقف دولة الإمارات التي امتنعت عن التصويت في جلسة مجلس الأمن، عند عرض مشروع قرار أميركي غربي حول الحرب، كافٍ كمثال يجب أن تخجل الدبلوماسية اللبنانية لدى قراءته، وتبع التصويت كلام لمندوبة الإمارات في نيويورك تتلو بياناً لوزارة خارجية الإمارات فيه، “إن دولة الإمارات تؤيد وقف تصعيد العنف واستئناف الحوار وإرسال المساعدات الإنسانية”، ولم تذكر وزارة الخارجية روسيا في البيان، وبدلاً من ذلك “دعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وركزت على التأكيد على ضرورة حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية”.
إضافة للموقف الإماراتي، جاءت التعديلات التي قبل الأميركيون إدخالها على نص مشروع القرار، لجهة استبدال النص على إدانة الموقف الروسي بالاكتفاء بإبداء الأسف، وهذا كان ممكناً للبنان أن يكتفي به، فيبدي الأسف لاندلاع الحرب، ويؤكد على الحلول الدبلوماسية، لكن الحقيقة المحرجة أكثر من البيان اللبناني، هي أن السفيرة الأميركية تعرف نقاط الضعف اللبنانية وتمارس سطوتها على المسؤولين بأكثر مما تتيح العلاقات والمصالح والمواقف، وأن المسؤولين اللبنانيين يدركون عقدة النقص تجاه الطلبات الأميركية فيسارعون للرضوخ.