بوتين يستنفر قوات “الردع الاستراتيجي” وتقدم متواصل لقواته في أوكرانيا
رداً على تصريحات مسؤولين غربيين بمواصلة الدعم العسكري لكييف ضد موسكو، وجّه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، وزارة الدفاع الروسية بنقل قوات الردع إلى نظام الاستعداد القتالي.
في هذا الإطار، تعهّد رئيس لجنة حماية سيادة الدولة التابعة لمجلس الاتحاد الروسي أندري كليموف بأن تستهدف قوات بلاده “الأفراد في أوكرانيا الذين ينقلون أسلحة غربية إلى كييف”.
على صعيد متصل، أكد البنك المركزي الروسي أن النظام المصرفي للبلاد لديه موارد كافية لدعم الاستقرار وضمان عمليات القطاع المالي تحت أي ظرف.
في غضون ذلك، كشف رئيس الوفد الروسي المفاوض فلاديمير ميدينسكي أن كييف وافقت على إجراء مفاوضات مع بلاده على الأراضي البيلاروسية، وذلك بعد محادثات هاتفية بين الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
وأفاد الدبلوماسي الروسي بأنّ وفد بلاده التفاوضي سيتوجه إلى مدينة غوميل البيلاروسية لبدء المفاوضات مع الجانب الأوكراني، مؤكداً أن موقف موسكو “سيكون صارماً وغير قابل للتنازلات”.
في المقابل، وبعد دعوة أحد نواب المعارضة الأوكرانية لإجراء “محادثات سلام عاجلة” مع روسيا، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي أنه “لا يعول كثيراً” على نتائج الاجتماع الروسي الأوكراني بشأن الأزمة، مضيفاً: “دعهم يحاولون”. بدوره، طلب الرئيس لوكاشينكو من موسكو الموافقة على نشر سلاح نووي على الأراضي البيلاروسية إذا تم نشره في بولندا، أو ليتوانيا، المجاورتين لبلاده.
وفي تطور أمني، أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي، أمس، إحباط هجوم إرهابي في منطقة كالوغا، كان يجري الإعداد له من قبل عناصر تنظيم “داعش”.
ميدانياً، أعلنت قوات جمهورية لوغانسك، السيطرة على عدد من البلدات الواقعة في إقليم دونباس، من بينها نوفواختيركا، وسموليانينوفو.
من جانبها، أعلنت قوات جمهورية دونيتسك تدمير عدد من الصواريخ البالستية التابعة للجيش الأوكراني، بعد استهداف الأخير لمستودعات مشتقات نفطية، ومنشآت مدنية باستخدام صواريخ “توشكا أو”.
وعلى وقع تواصل الغارات على كييف، ومواصلة العمليات العسكرية البرية على محاور عدة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تحاصر مدينتي خيرسون، وبيرديانسك الأوكرانيتين، بالتزامن مع أنباء حول دخول تلك القوات مدينة خاركوف، الواقعة شرقي البلاد وتقدمها على محور أوديسا، غربي البلاد، إلى جانب سيطرتها على منشأة تشيرنوبيل النووية.
وأشارت الوزارة إلى تدمير 975 منشأة عسكرية تابعة للجيش الأوكراني منذ بدء عمليتها العسكرية ضد كييف، من بينها منشآت تحكم وسيطرة، ومراكز اتصالات، ومنظومات صاروخية، مؤكدة أنها لا تستهدف المدن والبلدات والمنشآت المدنية.
وتحدثت الوزارة عن إسقاط عدد من الطائرات التابعة لسلاح الجو الأوكراني، من بينها 8 طائرات مقاتلة، إلى جانب تدمير مئات الدبابات والمدرعات الأوكرانية، فضلاً عن استسلام المئات من الجنود الأوكرانيين منذ بدء العملية.
وقال بوتين، خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف: “أوجّه وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بنقل قوات الردع التابعة للجيش الروسي إلى وضع الاستعداد القتالي” مشيراً إلى أنّ “كبار مسؤولي الدول الرئيسية في حلف الناتو يدلون بتصريحات عدوانية ضد بلدنا”.