الوطن

وزير الثقافة الإيراني جال على المسؤولين: نمدّ يد التعاون مع لبنان في كل المجالات

مصطفى الحمود

أكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مهدي إسماعيلي، نيّة بلاده  في تعزيز العلاقات الأخوية مع لبنان، وقال إن «الإيرانيين يمدّون يد التلاقي والتعاون مع لبنان وهم على أتمّ الاستعداد لتعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها في كل المجالات».

وكان الوزير إسماعيلي جال أمس على المسؤولين، فالتقى رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا بحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا والوفد المرافق للوزير الإيراني.

في مستهل اللقاء، نقل إسماعيلي إلى عون «تحيات الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي وتمنياته له بدوام الصحة»، وأكد أن بلاده «تنظر بكثير من التقدير إلى مواقف رئيس الجمهورية المبدئية والمحورية والراسخة التي أعطت الجمهورية اللبنانية هذه المكانة الفريدة التي تتمتع بها»، وقال «إنكم من خلال فترة عملكم السياسي بذلتم كل ما أوتيتم من قوّة من أجل المحافظة على وحدة لبنان حكومةً وشعباً واستطعتم أن تُكلّلوا مسيرتكم بنجاح».

وأكد أن «الحكومة الإيرانية الجديدة تضع نصب عينيها سياسة خارجية منفتحة بنّاءة تقوم على إقامة افضل جسور الثقة والتلاقي والحوار مع دول المنطقة عموماً والدول الصديقة والشقيقة خصوصاً»، معتبراً أن «تعزيز أواصر التعاون والتلاقي البنّاء بين دول المنطقة يؤمّن لها الأمن والاستقرار من جهة، كما يُغنيها ويُبعدها عن تدخلات الدول الخارجية من جهة أخرى».

وإذ عرض الوزير إسماعيلي لتأثير العقوبات المفروضة على بلاده، أشار إلى «النجاحات التي حققتها، ولا سيما في مواجهة أثارها وفي مكافحة وباء كورونا»، وقال «إن محادثات فيينا تسير بشكل إيجابي ما يُمكن أن يساعد في التوصل إلى اتفاق إيجابي وبنّاء. وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُصرّ على أن يكون الاتفاق منصفاً وعادلاً ونهائياً ودائماً ومستمراً بما يضمن عدم إلغائه مع تغيّر الإدارات السياسية والحكم في الولايات المتحدة بما ينعكس إيجاباً على كل دول المنطقة وشعوبها».

وشدّد على أن زيارته اليوم «تدلّ على نيّة إيران في تعزيز العلاقات الأخوية مع لبنان في كل المجالات، ولا سيما منها الفنية والثقافية والفكرية»، وقال «انطلاقاً من نيّة إيران في تعزيز التفاهم الثقافي والفني مع لبنان سنفتتح هذه الليلة الأسبوع الثقافي الإيراني في بيروت والذي تشارك فيه فرق فنية وموسيقية وثقافية من شأنها تعريف الشعب اللبناني على آخر المنتجات الفنية والثقافية في إيران».

كما أكد أن «الإيرانيين يمدّون يد التلاقي والتعاون مع لبنان وهم على أتمّ الاستعداد لتعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها في كل المجالات، ولا سيما في ظلّ ما تتمتّع به  الجمهورية الإسلامية من قدرات وإمكانات متطورة في مجالات الانتاجات الفنية والثقافية والتي بإمكانها أن تضعها في تصرّف لبنان».

وأعرب عن استعداد بلاده «للمبادرة بسلسلة من الإنتاج المشترك، إن في مجال السينما أو دور النشر أو في المجالين الفني والموسيقي»، آملاً أن «تتمكّن إيران في المستقبل القريب من استضافة الأسبوع الثقافي اللبناني في العاصمة طهران أو في إحدى المدن الإيرانية الكبرى ليتمكن الشعب الإيراني من التعرّف على الإبداعات الثقافية والفنية اللبنانية».

وردّ عون مرحباً بالوفد، مبدياً تقدير لبنان لإيران «التي تمكّنت من مواجهة الظروف الصعبة التي مرّت بها واستطاعت على الرغم من العقوبات والمقاطعة التي فُرضت عليها، من تطوير صناعاتها من دون أن تبخل على شعبها بأي شيء مستثمرةً تلك الظروف  لتسجيل الإبداع في العديد من المجالات».  وشدّد على «رغبة لبنان في المحافظة على أفضل العلاقات مع إيران»، لافتاً إلى متابعته «تفاصيل المحادثات في فيينا»، معرباً عن أمله في «نجاحها باعتبارها مؤشر سلام ليس لإيران فحسب، بل لكل المنطقة بما يكفل راحة شعوبها وحياتها الهنيئة».

كما أعرب عون عن أمله في «أن يتمكن لبنان من الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة قريباً»، محمّلاً الوزير إسماعيلي تحياته إلى نظيره الإيراني رئيسي.

وزار إسماعيلي رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المرتضى وفيروزنيا والمستشار الثقافي في السفارة الإيرانية الدكتور عباس خامه يار.

كذلك التقى وزير الثقافة الإيراني والوفد المرافق له والمرتضى، السرايا الحكومية حيث التقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

وكان إسماعيلي بحث مغ المرتضى في مكتب الأخير بقصر الصنائع، في مجالات ثقافية متعدّدة سينمائياً ونشراً ومطبوعات وموسيقى وفناً تشكيلياً. وتم في اجتماع طويل تداول سبل التعاون ثقافياً بين وزارتي الثقافة في الدولتين.

كما جال إسماعيلي في منطقة الجنوب برفقة السفير فيروزنيا، وكانت محطتهم الأولى في بلدة مارون الراس، من أقرب النقاط المطلّة على فلسطين المحتلّة.

وكان في استقبال الوزير الإيراني في حديقة مارون الراس عدد من مسؤولي حزب الله. ثم زار إسماعيلي ضريح  الشخ المحقّق الراحل جعفر مرتضى في بلدة عيتا الجبل واطّلع على المخطّط الهندسي للمجمع الثقافي الذي سيُبنى في المكان ليحفظ ويضم مكتبة الراحل ومرقده ومسجداً وأقساماً عدّة وتسلّم درعاً تقديرية من لجنة المشروع.

بعدها انتقل الوفد إلى منطقة إقليم التفاح حيث زاروا معلم مليتا للسياحي وجال في أقسامه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى