المرتضى يفتتح «أيام الفجر الثقافيّة»: الثقافة هي العنوان الأسمى لعلاقات الشعوب إسماعيليّ: إيران ولبنان صانعان للثقافة لا مستهلكان لثقافة الآخرين
افتتح وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى «أيام الفجر الثقافية»، في إطار الاسبوع الثقافي الايراني في بيروت، بحضور وزير الثقافة والارشاد في الجمهورية الاسلامية في إيران الدكتور محمد مهدي اسماعيلي، وذلك بدعوة من المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان ووزارة الثقافة اللبنانية والجمعية اللبنانية للفنون – رسالات، على مسرح رسالات المركز الثقافي لبلدية الغبيري.
حضر حفل الافتتاح وزير العمل مصطفى بيرم، ممثلة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب عبير علي، ممثل وزير الدفاع موريس سليم اللواء مالك شمص، السفير الايراني محمد جلال فايروزنيا، النواب: محمد رعد وامين شري وقاسم هاشم، ابراهيم الموسوي، انور جمعة، حسين جشي وعدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العميد رياض علام، المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار، وممثلون عن سفراء ودبلوماسيين وفاعليات حزبية وسياسية وثقافية ومهتمون.
والقى خامه يار كلمة قال فيها: «للحب لغات لا تنتهي… لقد قالها مولانا جلال الدين الرومي. رغم أن تفسير اللغات يحمل الوضوح، غير أن الحب أوضح من دون اللغات، وما الفن والجمال إلا تجليات للحب وللعشق الإلهي الذي يرفع الإنسان إلى الكمال».
وقال: «إن الثقافة هي مرآة حضارة البلدان وهوية الشعوب التي من خلالها يقاس التقدم الفكري والمعرفي والنمو الحضاري. اليوم، نحيي الثقافة في أيام الفجر وواجبنا الإنساني يحتم علينا أن نحتفي بها كل يوم، فالثقافة يجب أن تكون أسلوب حياة ونمط عيش للشعوب من أجل التحرر وتحقيق السيادة والاستقلال الحقيقيين لأوطانهم».
واختتم كلمته ببيت للشيخ سعدي الشيرازي: «أيام قليلة ويغمرك التراب فلا تحزن قم واشدو فرحاً أيها العاشق الجذلان».
من جهته، اعتبر الوزير المرتضى ان «السمة الأولى للقاء اللبناني الإيراني كانت وما زالت السمة الثقافية المرتكزة إلى القيم ومنها السيادة والحرية ومقاومة الظلم وجبه العدوان»، مؤكداً ان «إيران ساعدت لبنان على استعادة سيادته الوطنية وحفظها، إذ أسهمت في تمتين قدراته ضد الاحتلال ليكون في مأمن من اعتداءاته في البر والبحر والجو، وهذه هي قمة السيادة».
واعتبر مرتضى ان «هذا اللقاء شهادة على أن الثقافة هي العنوان الأسمى لعلاقات الشعوب، ذلك أن العناوين الاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها من العناوين التي تحكم سياسات الدول، قد ترتدي في أكثر الأحيان، لبوس المصالح المادية التي تقود إلى التنافس والتنافر حتى اندلاع الحروب، أما الثقافة فنطاقها القيم التي تهذب الروح والمسلك وتقود البشرية إلى التعاون والسلام».
وتابع: «السمة الأولى للقــاء اللبناني الإيــراني كانت ولا زالت السمة الثقــافية المرتــكزة إلى القيم ومنها السيادة والحرية ومقاومة الظــلم وجــبه العــدوان، وهذا غير مرتبط بطائفة دون أخرى، بل هو لكل اللبــنانيين والإيــرانيين على السواء، بل بالأحرى لكل العرب وبخاصــة للشعب الفلسطيني المقــهور داخــل الأرض المحــتلة وفي الشتات».
وختم المرتضى: «أيام الفجر الثقافية نريد لها أن تكون عزفا دائما على أوتار صداقة دائمة، قوامها من الجانبين مفكرون وموسيقيون وأساتذة ومثقفون في كل صنف من أصناف المعرفة. وهذا ما ينبغي لنا في الدولتين بناؤه رسميا وشعبيا، فإن جسر اللغة وسلم الموسيقى وباب الفكر وصراط الحق والقيم هي الكفيلة بأن تقود منطقتنا إلى بزوغ فجر جديد من الحرية النابذة للاحتلال ومن السلام الحق والتنمية المستدامة والازدهار الذي تستأهله الشعوب».
ثم تحدث وزير الثقافة الايراني، فقال: «يسعدني جدا أن أكون معكم اليوم، بمناسبة الاحتفال بأيام الفجر الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن أكون حاضرا بين جمعكم العزيز»، معتبراً «ان ثقافة أي شعب وفنونه، هي خلاصة فكر ذاك الشعب ونظرته إلى نفسه، وإلى الوجود والعالم».
وأشار الى «ثلاثة عناصر مهمة للغاية تميز ثقافة الشعبين الإيراني واللبناني عن العديد من الثقافات الأخرى الاول هو الحضور القوي للحافز المعنوي والروحاني في جميع مجالات الثقافة والفن في كلا البلدين. اما العنصر الثاني فهو أن الثقافة والفن في إيران ولبنان استفادا دائماً من الفكر العالمي. كانت الأعمال الفنية والثقافية على قدر من التعدد والتنوع بما يكفي لجذب جميع الأذواق والخيارات. ولم تقتصر أبداً على حدود البلدين، أما العنصر الثالث المهم للغاية فهو أن كلاً من إيران ولبنان كانا صناعا للثقافة».
وختم: «اليوم، وقد وفقت لأكون حاضرا بينكم، أفتخر بأن فناني بلدي أتيحت لهم الفرصة لتقديم أعمالهم الثقافية والفنية الحرفية وعرضها عليكم، وأتمنى أن أستضيف الأسبوع الثقافي اللبناني في بلدي في المستقبل القريب».
واختتم الحفل بعرض مقطوعات الاوركسترا.