معاقبة روسيا تأكيد على انحياز الفيفا وإرضاء أميركا والغرب من أولوياته
} إبراهيم وزنه
للأسف… حتى في الرياضة يجب أن تراعى المصالح الأميركية والغربية، وبالتالي يسقط القيّمون على إدارة البطولات العالمية في أتون السياسة لجهة إمعانهم بتغليب اللامنطق على المنطق، والحق على الباطل… وكأنه كُتب على جميع المؤسسات والجمعيات الرياضية الانبطاح وتقديم الطاعة للسيد الأميركي أو الغرب الأوروبي!
كثيرة هي الحروب التي شنّتها دول على دول، وكثيرة هي الصفحات السوداء لدول قامت وما زالت تستمر بالأرهاب والقتل وارتكاب المجازر، وإسرائيل مثالاً ساطعاً في هذا السياق! أحداث كثيرة حصلت في الملاعب والقاعات، ودائماً كانت العدالة مغيّبة لأن الحاكم ينظر بعين واحدة! فالعقلية الظالمة والفوقية تتحكم بصياغة المقررات والفرمانات.
وفي هذا المجال حلّق الاتحاد الدولي لكرة القدم ثمّ لحقه في نفس المضمار الاتحاد الأوروبي وقبلهما اللجنة الأولمبية الدولية وصولاً إلى بعض الاتحادات الرياضية الدولية، فأزدواجية المعايير حاضرة دائماً لا بل وحدها اللغة السائدة في مكاتب القرار، ولا داعي لاستعراض المواقف والمحطات التي حصلت على امتداد ملاعب العالم وقاعاته.
وآخر «فرمانات» الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ومعه توأمه «اليويفا» استبعادهما روسيا من المسابقات التابعة لهما سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية وحتى إشعار آخر. ما يعني بأن المنتخب الروسي لن يلعب في الملحق الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر.
وطلب الفيفا، من روسيا استكمال مبارياتها المقبلة في التصفيات العالمية، على أرض محايدة تحت اسم اتحاد كرة القدم الروسي بدون علمها ونشيدها الوطني… لماذا؟ لأن روسيا أعلنت الحرب على أوكرانيا! ومحاباة منها لموقف الفيفا الذي اعتاد الرؤية بعين واحدة، أعلنت دول عدة أنها لن تلعب بمواجهة روسيا… كإنكلترا وويلز وبولندا وجمهورية التشيك والسويد وحتماً ستطول اللائحة.
وهنا نجد أن قرار الاتحادين الدولي والأوروبي جعل من شعار «الفصل بين السياسة والرياضة» مجرد شعار وهميّ، وهذا ما أكّده الاتحاد الروسي لكرة القدم في معرض ردّه على قرار استبعاد منتخباته الوطنية وأنديته، حيث جاء في بيانه: «القرارات ذات طابع تمييزي واضح، وتضر بعدد كبير من الرياضيين والمدرّبين وموظفي الأندية والمنتخبات الوطنية، وبالملايين من المشجعين الروس والأجانب الذين يجب أن تحمي المنظمات الرياضية الدولية مصالحهم في المقام الأول».
وشدد الاتحاد الروسي أن مثل هذه القرارات «ستؤدي إلى انقسام المجتمع الرياضي العالمي، الذي التزم دائماً بمبادئ المساواة والاحترام المتبادل والاستقلال عن السياسة».
عفواً أيها «الفيفا»، نسألك بالمباشر، لماذا لم تعاقب الكيان الاسرائيلي الغاصب على مجازره المتكررة بحق أصحاب الأرض في غزة والضفة؟ وهل الجيش السعودي يقوم بنزهة في اليمن؟ ولماذا أغمضت العيون عن مجازره وقد وصل عدد القتلى الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال إلى 47 ألفاً بحسب تقرير شهر شباط الفائت؟ ولماذا غابت القرارات على جنبات حرب الفوكولاند في العام 1982 التي اندلعت بين انكلترا والأرجنتين، وأيضاً، لماذا تغاضيت عن الإجرام الصهيوني بحق لبنان خلال الاجتياح (1982) ومن ثمّ في حرب تموز 2006؟
ختاماً، نناشد «الفيفا» ورجالاته استدراك الموقف والتروي في اتخاذ القرارات، ووقف انزلاقهم إلى هاوية الانحياز، فعليهم في مثل هذه المواقف السياسية التزام الصمت، وإلا ما معنى طلب الفيفا من الاتحادات الأهلية بعدم السماح لأي تدخلات سياسية في عملها فيما هو غارق حتى أذنيه في المستنقع السياسي، ألزم الصمت يا أنفانتينيو وكفى بيعاً للمواقف… حمى الله مونديال قطر من تهوّركم أيّها الحاكمون المتسلطون على رقاب الملاعب.