موسكو تريد «منع عسكرة أوكرانيا» بوتين: أعددنا أنفسنا للعقوبات
عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء عملية عسكرية في الدونباس، أكدت موسكو، أمس، أنّ هدف العملية هو «منع عسكرة أوكرانيا»، و»تطهيرها من النازيين».
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ عدم عسكرة أوكرانيا «يعني تحييد القدرات العسكرية التي نمت بشكل كبير مؤخراً، بفضل المشاركات النشطة للدول الأجنبية».
وأعلن بيسكوف رغبة بلاده بالحوار مع كييف، إذا كانت الأخيرة «مستعدة للحديث عن مخاوف موسكو الأمنية».
ولدى سؤاله عن احتمال تغيير النظام في أوكرانيا، أجاب بيسكوف بأنّ «هذه المسألة تخص اختيار الشعب الأوكراني».
ولفت بيسكوف إلى أنّ الرئيس بوتين هو الذي يحدّد مدة العملية الخاصة لمنع عسكرة أوكرانيا، وهذا «يتوقف على مدى فعاليتها وجدواها».
بدورها، رأت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن «العملية العسكرية الخاصة، التي تنفذها روسيا في أوكرانيا، هي محاولة لمنع حرب شاملة»، مضيفة أن «رغبتنا هي منع التطورات التي يمكن أن تتطور إلى حرب عالمية».
واعتبرت زاخاروفا أن «تلميح كييف إلى أنها تمتلك أسلحة نووية قلب الوضع برمته، رأساً على عقب»، مشيرة إلى أن «الولايات المتحدة بالذات، رفضت إجراء حوار مع روسيا بشأن أوكرانيا الأمن العالمي» قبل بدء العملية العسكرية ضد كييف.
من جانبه، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده للحوار مع كافة الدول، مشدداً على أن التدابير العسكرية لموسكو في أوكرانيا «تهدف إلى ضمان أمن الشعب الروسي».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت منذ بداية العملية العسكرية فجر أمس، أكثر من 83 موقعاً عسكرياً تابعا للجيش الأوكراني، من بينها 11 قاعدة جوية، إضافة إلى قاعدة بحرية وثلاثة مراكز قيادة، فضلاً عن إخراج 11 محطة رادار من الخدمة.
وأكد المتحدث باسم القوات الروسية إيغور كوناسينكوف تدمير عدد من الطائرات التابعة لسلاح الجو الأوكراني، من بينها أربع مسيرات «بيرقدار» التركية الصنع، مشدداً على أن قواته «لا تستهدف المدن والمرافق الاجتماعية» في المواقع العسكرية الأوكرانية.
وأوضح كوناسينكوف أن «كتائب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك تمكنت من اختراق الدفاع المجهز تجهيزا جيداً للقوات الأوكرانية» لافتاً إلى أنها «توغلت بعمق 6 إلى 8 كيلومترات في العمق الأوكراني»، شمل التقدم نحو مدينة خيرسون، الحيوية بالنسبة لشبه جزيرة القرم، وذلك بفضل الدعم الناري من مدفعية وطيران الجيش الروسي.
وتابع المسؤول الروسي أنه «تم بنجاح تنفيذ جميع المهام الموكلة إلى القوات المسلحة الروسية» ليوم الخميس.
وكانت هيئة الأمن الفدرالي الروسية أعلنت، أمس، أن كل القوات التابعة لحرس الحدود الأوكراني انسحبت من مواقعها على الحدود بين البلدين، فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات الأوكرانية لم تُبدِ أية مقاومة للجيش الروسي.
وفي إطار تحصين الوضع الداخلي لروسيا، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً مع ممثلي قطاع الأعمال في البلاد لبحث تداعيات الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى «أننا لا ننوي إلحاق الضرر بالنظام العالمي الذي نحن جزء منه».
وأضاف بوتين أن مسار الأمور في أوكرانيا «إجراء اضطراري»، مجدداً التأكيد «أننا أعددنا أنفسنا لأي عقوبات».