نسيمات ثائرة
} يوسف المسمار*
لو كانَ فينا مِنَ العـرفـانِ أضعـفُـهُ
ما سـادَ فينا شــرارُ الناسِ والهَمَـجُ
لكِنَّ فينا اســتبـدَّ الجهـلُ مُقـتـرنـاً
بالغُشم ِ، والسـوءُ بالإسـفافِ يمتـزجُ
فاستُحرمَ العدلُ في تشريعِ مَنْ حَكَموا
بالغـشِّ والجورِ حتى استفّحلَ الهَـوَجُ
واستُعبِدَ الشعبُ بالتدجيلِ واختنقتْ
فـيـهِ الإراداتُ والأنفاسُ والمُهَـجُ
وزُوِّرَ الحـقُّ حينَ الباطلُ انتشرتْ
بُطلانُ دعـواهُ بالتصديقِ تُـنـتسجُ
والظُـلمُ قـد صارَ عـدلَ الناسِ بينهُمُ
فاستُـقبِحَ العدلُ واستشرى بنا الهَـرَجُ
وانـتابـنا الخـوفُ مِنْ أنـوار يقظتنا
حـتى أُخـذنـا بـداءٍ ما لـهُ فَـرَجُ
واشـتَّـدَ فيـنا نعـاسٌ مِنْ تـخاذلـنا
كأنما المـوتُ في أعـماقـنا يَـلِـجُ
يا نهضةَ الحقِّ أينَ العقـلُ يُنقـذنا
من حالةِ البؤسِ، لم يبقَ لنا حِجَـجُ؟
ما شــاءنـا اللهُ قطعـانـاً مُسَـيَّـرةً
بـل شــاءنا اللهُ نهجَ الحقِّ ننتهـجُ
بالوعي والعـلمِ والأخـلاقِ يأمُـرنا
لأنَّ في الوعي فَجـرُ العـزِّ يَـنبلـجُ
يا فـتـيـةَ الخيـرِ، يا أحــرارَ أمتـنـا
حكَّامُنا الشعبَ قد خانوا وما حُرجـوا
قـد خدَّروا الناسَ بالتلفيقِ واعتمدوا
شرعَ الحقاراتِ، ثوبَ الذلِّ قد نسجـوا
حُـكَّامُنا العـارَ والإفقارَ قـد جـلبـوا
لا ينفـعُ الشعبَ حُكـمٌ شرعُهُ العِـوَجُ
فاستـنفِروا العزمَ يا أحرارنا، بِكُمُ
يُستحـضرُ النصرُ والأجيالُ تبتهـجُ
إنجيـلُـنا اليومَ والقـرآنُ في حَـرَجٍ
فغيِّـروا الحـالَ حتى ينتهي الحَـرَجُ
إنْ صبيةُ السوءِ ظلّـوا في مواقعهـمْ
في الحكمِ هيهات ضيقُ الشعبِ ينفـرجُ
لا يَسمعُ اللهُ الاَّ صوتَ مَنْ نَهَـضوا
واستهدفـوا العـزَّ أنىّ للـوغى خَرَجوا
لـولا خـيانـات من باعـوا ضمائـرهُـمْ
ما كـانَ للـويـلِ أمـواجٌ ولا لُجَـجُ
يا فـتـيـة النـورِ بَـردُ العتمِ يُنهكُـنا
فاستقدِموا الصبحَ فيكمْ يَكمُنُ الوَهَجُ
إطلالةُ الخيـرِ رهنٌ في انطلاقـتـنا
فَنَوِّروا الشعبَ في تنـويـرهِ النُضُج
لا يُحْسَبُ العُـمْـرُ بالأعـوامِ نقطعُها
فالعُـمْـرُ بالـوعي والأفعـالِ يـنـدرجُ
في يقظةِ العقل في الإنسانِ نهضتُـنا
مَنْ شرعُهُ العقـلُ لن ينتابهُ الـزَعَـجُ