أخيرة

هيهات في غيرِ الهدايةِ والفداءِ تحررُ

} يوسف المسمار*

يا أيها الأحـرارُ طالَ خـضوعُـنا لعبـيـدِ

أبناء العبيدِ، ففكِّـروا واستعبروا وتبصِّروا

لمْ يـبـق غيـر نهـوضنا بحياتـنا نهجـاً منَ

الوضعِ الرديءِ وكلِ أوضاع الخمولِ يُحرّرُ

فالشرقُ منكوبٌ كنكبةِ غـربنا، وجنوبُـنا

كشمالنا مستضعفٌ مُستـَعبَـَدٌ مُستَـعـْمَـرُ

والقلبُ مِنْ وطن ٍ لنا متفـتـتٌ بغبائـه

وبلادُنا بين اللصوصِ الغادرينَ تُـبَعثَـرُ

والشعبُ في شِعَب ِ الجهالة غارقٌ في ذلِّـهِ

شِــيَـعٌ تـُمـزِّقُ نفسها بغـبائها وتـُدمِّـرُ

ومدارسٌ نحوَ الهلاك ِ تقودنا، ومذاهبٌ

بضلالها وقُصورها الشرعَ المُكَـفِّـرَ تـنشُـرُ

فيثابُ من يـبغي الهوانَ لشعـبنا ودمارهِ

ويُـذمُّ من يهوى الإباءَ لشعبنا ويُحَـقَّـرُ

وطنٌ تمزّقَ بالغباء، وأمة ٌ منكوبـة ٌ

بتمكُّـنِ الأوهامِ في أبنائها  تـتـخـدَّرُ

باللهو، بالفوضى، بأنواعِ التخلـُّفِ يعتـني

أبناؤها، وبكلِّ أصنافِ التقهقـرِ جُرجِروا

عجزتْ نفوسُ الخائفين الحائرين وأخفقتْ

بجـبانـة ٍ وخساسـة ٍ فـتـذللـوا وتآمـروا

وتوهّموا في الحكمِ دربَ سلامهمْ وخلاصهمْ

فـتسلطـوا بفسادهـمْ وتجـبَّـروا واسـتـكـبـروا

غـدروا بأحرار البلادِ وقـدَّمـوا أعناقهمْ

للأجنبيّ مطيَـةً مـرذولـةً تـُستـَحـقـَـرُ

نحنُ ابتلينا والبـلاءُ مُـنـبّـه ٌ للناهضين َ

إذا وعوا أن البلاءَ منَ الذهولِ مُطـَهـِّرُ

يا حيف تـُصفـَعُ بالجفاءِ وبالعداء بطولـة ٌ

وتـُصانُ آثـارُ الخيانة ِ بالقلوبِ وتـُؤثَـرُ

فالحكمةُ العليا تقـولُ لمن سها بخمـولـه:

هيهات في غيرِ الهدايةِ والفـداءِ تـحـرّرُ

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى