الشيطان يعِظ…
مشهد سوريالي مستفز حينما يطالعنا بعض مسؤولي الإدارة الأميركية عبر وسائل الإعلام وهم يوجهون النصح للدول والشعوب ولقيادات الشعوب، مطالبين إياهم بالسلوك الحسن وحسن التصرف والتوقف عن قمع الشعوب، 114 مليون مواطن أصلي، وهم أصحاب القارة الأميركية الأصليون، قام هذا الوحش بإبادتهم عن بكرة أبيهم بلا وازعٍ من ضميرٍ وبلا قيض من رحمة، والروايات الموثقة تتحدث عن الكيفية التي استقبل الهندي الأحمر كما أطلقوا عليه بها هذا القادم الجديد من أريحية وترحاب وتقديم كلّ أنواع العون والمساعدة والطعام وبناء البيوت، ثم كان ما كان بعد ذلك من إبادة وتنكيل وتشويه للصورة وإظهارهم بمظهر وحشي…
بالذات الشعب الفلسطيني دوناً عن كلّ شعوب الأرض يعرف تماماً وبنسبة 100% مدى إجرام وتوحش ولاأخلاقية النظام الإمبريالي الأميركي، لسبب بسيط، فنحن نعرف تماماً أننا شعب مظلوم، قتل بمئات الألوف، سلبت أرضه ومقدساته، شرّد أكثر من 70% منه في كلّ أصقاع الارض، سلبت ثرواته وحتى وصفات طعامه وأزيائه وكلّ شخصيته، نكّل به وأريدَ إلغاؤه من الوجود تماماً، وحينما حاول الدفاع عن نفسه وعن وجوده بما تيسّر من السلاح، نعتته هذه الدولة المجرمة بالإرهاب، وتمّ تزويد السارق لأرضنا والقاتل لشعبنا بكلّ أنواع تكنولوجيا القتل حتى يُمعن في إلغائنا وحتى يتمكن مما تبقى من أرضنا…
هذه هي أميركا بالنسبة لنا، أما المضحك المبكي فهو ان يتصدّى بعض من الفلسطينيين للتنديد بكلّ أنواع الاحتلال بما في ذلك ما تقوم به روسيا للدفاع عن أمنها القومي، كلمة حق أريدَ بها باطل، ومواقف مدفوعة الثمن مسبقاً، كان الأحرى على الأقلّ التزام الصمت، فالصمت أحياناً حكمة، وفيه السلامة، وموقف من هذا النوع يقدّم خدمة للوحش، ولتحالف الشيطان.