مجلس الوزراء يقرّ تأجيل الانتخابات البلدية بيرم يسجّل مجدّداً الاعتراض على الموقف من حرب روسيا ـ أوكرانيا
أقرّ مجلس الوزراء تأجيل الانتخابات البلدية بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية لذلك، واقترح إجراءها في 31 أيار 2023 على أن يُحال هذا الاقتراح على مجلس النواب الذي هو سيد نفسه ويتخذ القرار المناسب.
أما في ما يتعلق بـ”الميغاسنتر”، فقد تقرّر تأجيل البحث به إلى الجلسة المقبلة، التي تم تحديدها يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، حيث قرّر المجلس “تشكيل لجنة مؤلفة من وزراء العدل والثقافة والداخلية والمال والسياحة والاتصالات والتربية لتقديم تصور عن الميغاسنتر يبحث في الجلسة المقبلة”.
من جهة ثانية، تم تكليف مجلس الإنماء والإعمار إعداد دراسة تفصيلية تبين مدى أهمية مشروع سد بسري والحالة التي وصل إليها واقتراح الحلول العملية والتقنية لها.
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دعا في مستهل مجلس الوزراء، إلى “ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة لضمان الأمن الغذائي للبنانيين، بعد التطورات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، وضرورة مواجهة غلاء الأسعار ومنع الاحتكار”.
وأشار إلى أن “وفد صندوق النقد الدولي سلط الضوء على ضرورة إقرار خطة التعافي في أسرع وقت ممكن على أن تشمل الخطة إعادة هيكلة مصرف لبنان والمصارف، وتوحيد سعر الصرف، وتوزيع الخسائر، والإصلاحات المالية البنيوية اللازمة، وخطة لشبكة الأمان الاجتماعي”. وقال: “لقد شدد وفد صندوق النقد الدولي على ضرورة تأمين التوافق السياسي لإقرار خطة التعافي”.
وأكد أن “الوضع المالي دقيق جداً، ولا يحتمل أي تأجيل”، وقال: “أضع الجميع أمام مسؤولياتهم”.
ودعا إلى “الاهتمام بأوضاع اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا ومعالجة شؤونهم وتأمين نقلهم إلى لبنان وتوفير المساعدة العاجلة لهم”.
من جهته، عرض رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي “الأسباب التي دفعت بلبنان إلى اتخاذ موقف من النزاع الروسي ـ الأوكراني”، وقال: “إنّ هذا الموقف ينطلق من سرد تاريخي لمواقف مبدئية اتخذها لبنان بإدانة أي دولة تغزو دولة جارة، علماً أنّ موقفنا من روسيا يقوم على ضرورة إقامة أفضل العلاقات معها”.
وتناول موضوع الأمن الغذائي، داعياً إلى “ضرورة استشراف معالجة الوضع، الذي يمكن أن ينتج إذا ما طالت الحرب بين روسيا وأوكرانيا”، مقترحاً “اتخاذ إجراءات احترازية تمنع وقوع البلاد في أزمة غذائية”.
كما عرض “المداولات مع وفد وزارة الخزانة الأميركية والنقاط التي أثيرت خلالها، لا سيما لجهة مكافحة الفساد وتفعيل عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي تم تشكيلها، وذلك في أسرع وقت لتأكيد جدية الدولة اللبنانية في مكافحة الفساد”.
ولفت إلى أنّ “المساعدات الاجتماعية سيبدأ توزيعها الأسبوع المقبل”، منوّهاً بـ “جهود وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار للإسراع في تحقيق هذه الخطوة المهمة لمساعدة العائلات التي تعيش في ظروف صعبة جداً”.
وخلال الجلسة كانت مداخلة لوزير العمل مصطفى بيرم، سأل فيها: “لماذا تتكرّر التجربة في موقف لبنان من الحرب بين روسيا وأوكرانيا بانحياز لبنان الذي لا يقدّم ولا يؤخّر إلا إضراراً على وضعنا الصعب والمعقد؟ ألا يستحق هذا الموقف أن يناقَش في مجلس الوزراء لإخراجه بطريقة صحيحة خصوصاً أننا اعترضنا على تصرّف وزير الخارجية سابقاً؟ وها هو الأمر يتكرّر في تصويت الأمم المتحدة من دون أن يناقش في مجلس الوزراء؟ ألسنا معنيين جميعاً كمجلس وزراء في اتخاذ المواقف السياسية اللبنانية تجاه المواقف المختلفة”؟
وردّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: “قلنا لكم إنّ روسيا ليست مقصودة ولا مستهدفة من البيان. نحن ضدّ أي تدخل دولي في أيّ دولة أياً تكن الدولة المتدخلة”.