مقالات وآراء

المواجهة الدولية بين روسيا والغرب…

} رنا جهاد العفيف

مفارقة كبيرة تشهدها الحرب الروسية الأطلسية في أوكرانيا وما يخفيه الغرب، بشنّ الحرب، وتصريحاته التي لا تتطابق مع أفعاله على أرض الواقع، تساهم في تأجيج موقف المواجهة على الساحة الدولية، تؤكد ماهية التضليل الإعلام الغربي الذي يغيب الحقيقة، فما تداعيات المواجهة التي ربما قد تجرّ الروسي إلى حرب استنزاف؟

الرئيس البيلاروسي يتهم الغرب بتقويض المفاوضات الأوكرانية الروسية عبر مساعيه لإمداد أوكرانيا بالسلاح، وتزييف غربي مبالغ به يدّعي حرصه على حياة الأوكرانيين، بينما موسكو تعلن بوضوح عما ذكرته، بأنها لا تقبل بوجود أسلحة نووية أميركية في أوروبا، وحان الوقت لإعادتها إلى الولايات المتحدة، وأكد وزير الدفاع الروسي أهمية حماية بلاده من التهديد العسكري الذي أوجده الغرب بالنسبة لموسكو…

لكن ما حدث، أنّ الولايات المتحدة تسعى لإشعال فتيل الحرب، لحصار روسيا بالنار وإخضاعها تحت تهديد الصواريخ وفقاً لمعايير سياستها، وتحت العناوين تلك، تمّ تحويل أوكرانيا إلى ساحة مواجهة عالمية تتصاعد يوماً بعد يوم، بالرغم من استعداد روسيا للتفاوض، إلا انّ إملاءات الغرب فرضت شروطها في ظلّ إصرار روسيا على استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا وذلك حتى لا يتسنى للناتو اخذها إلى حيث يشاء مستغلاً الظروف الحرجة التي تمرّ بها روسيا، فأمام محاولة موسكو ضبط الوضع ميدانياً، طالبت واشنطن بوقف العملية الروسية من دون قيد وشرط، ودعا وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن حلفاءه إلى توحيد الموقف لعدم السماح لروسيا بمحاولة إسقاط الحكومة الديمقراطية في أوكرانيا على حدّ تعبيره، ولكن السؤال الجدير بالذكر هنا هل حقاً الأطلسي والغرب مهتمون بسلامة الشعب الأوكراني؟ ام يسعى وراءه ليقود كرة النار إلى ما لا يحمد عقباه في المنطقة،

لا شك إذا كان التضليل الإعلامي الغربي يغيّب الحقيقة، فإنّ موسكو تدركها جملة وتفصيلاً، لذلك حدّدت أهدافها وإعلانها بجملة واحدة ألا وهي: ليس مقبولاً لروسيا وجود اسلحة نووية أميركية في أوروبا، أيّ أنّ روسيا تسعى لحماية أمنها الاستراتيجي من هيمنة الغرب، وعندما يطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحلول السياسية، هذا ليس لأنه وقع في فخ الاستنزاف الغربي كما يدّعي البعض، على العكس بل لأنه يريد ان يحد من التصعيد وبحسب الخطة الروسية، حتى ولو انحصر المشهد بالساحة الأوكرانية، وذلك لتحقيق الأهداف الحقيقية التي تسعى من خلالها قراءة الميدان الأوكراني الذي من خلاله تتمّ إزاحة التهديد الذي وضعه الغرب بوجه روسيا والذي يمثله الغرب.

هذا طبعاً لا يعني انه لا توجد خطورة في المشهد، وبالتالي هنا نتحدّث عن حرب وفي الحرب كلّ الاحتمالات واردة ومفتوحة، فمثلاً إذا كانت هناك قوافل من الأسلحة من قبل دول مجاورة لأوكرانيا، وتمّ استهدافها، فذلك سيؤدّي إلى حدة التصعيد برفع مستوى المواجهة العسكرية التي قد تسحب معها شظايا نووية، ليبقى الخطاب المرتقب للرئيس الروسي له استراتيجيته الخاصة بشقيه السياسي والعسكري له تبعات أخرى قريباً.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى