بوابات مدينة شهبا الأثريّة في السويداء تراث حضاريّ عريق ونموذج معماريّ مميّز
تُعدّ بوابات مدينة شهبا الأثرية في محافظة السويداء من أبرز معالم التراث الحضاري التي تدل على حضارة عريقة ازدهرت وشكلت بأوابدها نموذجاً رائعاً لفن معماريّ مميّز بكل مقوّماته.
ويعود بناء البوابات، حسب الباحث في مجال الآثار الدكتور نشأت كيوان إلى الفترة التي حكم فيها الإمبراطور فيليب العربي الإمبراطورية الرومانية بين العامين 244 و249 ميلادية حيث بنى أربع بوابات رئيسية من جهات المدينة الأربع إضافة إلى بوابتين صغيرتين إحداهما تم الكشف عن جزء منها في السور الغربي للمدينة والثانية ما زالت بقاياها في الجهة الشرقيّة للمدينة.
وبنيت بوابات شهبا كما ذكر كيوان في لقاء صحافي، وفق طراز معماري وهندسي جميل، بحيث تفننت في بنائها أياد ماهرة مع بناء سور دفاعيّ مزوّد بعدة أبراج لحمايتها وتحصينها نظراً للمكانة التاريخيّة التي كانت تشغلها المدينة.
وقال كيوان: يتخلل هذه البوابات الشامخة بحجارتها البازلتيّة على شكل أقواس نصر ممر كبير بعرض أربعة أمتار إضافة الى بابين صغيرين بعرض مترين من كل جانب، وذلك للدخول عبرها من قبل سكان المدينة في تلك الفترة، كما يقابل البوابتين الشمالية والجنوبية شارع رئيسي يتعامد مع شارع رئيسي آخر شرقاً وغرباً وينتهي كل شارع ببوابة من البوابات.
البوابات التي لا تزال قائمة حتى تاريخه أجري عليها كما ذكر كيوان بعض الترميمات وإعادة التأهيل جراء ما لحق بها من انهيار بالحجارة بفعل عامل الزمن، لكنها لا تزال نقطة علامة ورمزاً للمدينة وتحمل دلالات كبيرة فيها.
ولفت كيوان إلى أن من يقصد مدينة شهبا لا بد له من المرور عبر أو بجانب هذه البوابات التي تحكي قصة قرون مضت.
وتزخر مدينة شهبا الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب العاصمة دمشق بالعديد من المعالم الأثرية الشاهدة على حضارة موغلة بالقدم ومنها المسرح الذي يشكل نموذجاً جميلاً للمسارح الصغيرة في سورية، وكذلك المتحف والحمامات والمعبد الإمبراطوريّ.