جونسون: روسيا أمة عظيمة لا نرغب في معاداتها
أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنّ حلف “الناتو” لن يصبح طرفاً في النزاع في أوكرانيا.
وقال جونسون، في مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس: “هذا ليس نزاعاً للناتو، ولن يكون كذلك. لم يرسل أيّ من حلفائنا قوات قتالية إلى أوكرانيا”.
وأضاف: “الناتو لا ينكر وجود روسيا كدولة كبرى. ليست لدينا مشاعر معادية تجاه الشعب الروسي. ليست لدينا رغبة في تحدّي روسيا، الأمة العظيمة والدولة الكبرى”.
وشدّد جونسون، في الوقت نفسه، على ضرورة مواجهة “تمدّد النفوذ الروسي” عبر الوسائل المتاحة، وأهمّها العقوبات الاقتصادية.
وأشاد جونسون بتقديم أكثر من 20 دولة مساعدات دفاعية لكييف، معتبراً أنّه لم يكن لأوكرانيا آفاق جادة في الانضمام إلى حلف “الناتو” في المستقبل القريب، في ظل رغبة الحلف في مراعاة المخاوف الأمنية لموسكو، عبر المفاوضات، حسب قوله.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني زعماء الدول الغربية إلى الانضمام إلى خطة مستعجلة من ستّ نقاط لأجل أوكرانيا، تبدأ من تأسيس “ائتلاف عالميّ إنساني” يهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، والعمل على زيادة المساعدات الدفاعية، بالتوازي مع التشدّد في العقوبات الاقتصادية على “نظام الرئيس بوتين، وملاحقة الأموال الروسية في لندن والدول الأوروبية منعاً لاستعمالها في تمويل الحرب”.
وشدد جونسون على أن “غضّ النظر عن التصرفات الروسية العدوانية لن يعني إلا مزيداً من العدوانية”، مؤكداً أهمية المساعي الدبلوماسية لوقف التصعيد في أوكرانيا، مع دعوته وفد الحكومة الأوكرانية “للحضور في أيّ مفاوضات أو مؤتمر يمكن أن يحصل” لهذه الغاية.
ولفت جونسون إلى أهمية تقوية الأطر الأمنية المشتركة بين أوروبا ودول الأطلسي، معتبراً أنّ دور الدول الغربية الكبرى لا يتوقف عند دعم الجناح الشرقي لـ”الناتو”، بل يجب أيضاً دعم الدول الأوروبية من خارج “الناتو”، مثل مولدوفا، وجورجيا، ودول غرب البلقان.
في غضون ذلك، قال قائد القوات المسلحة البريطانية الأدميرال توني رادكين، إن ذهاب البريطانيين للقتال ضد روسيا في أوكرانيا “غير قانوني وغير مفيد”.
من جانبه، صرح رئيس أركان الجيش البريطاني، أنه من غير القانوني وغير المفيد للجيش البريطاني وسكان المملكة المتحدة، البدء في التوجه نحو أوكرانيا”.
وتأتي تصريحات قادة الجيش البريطاني، بعد مواقف لوزيرة الخارجية ليز تروس، أعربت فيها عن تأييد لندن لدعوة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي لانضمام مقاتلين أجانب للمشاركة في حرب أوكرانيا.
على صعيد متصل، أعلنت شركة “شل” البريطانية عن “اضطرارها الشديد لشراء النفط الروسي”.
وأوضحت الشركة، في بيان، حاجتها لشراء النفط الروسي، مضيفة أنَّ “صناعة الطاقة لن تكون قادرةً على ضمان إمدادٍ مستقرٍّ للسّلع المطلوبة في جميع أنحاء أوروبا، ولن تتمكن المصادر البديلة من الوصول بالسرعة الكافية”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية هددت لندن “بإجراءات قاسية رداً على هستيريا للعقوبات” ضد موسكو، معتبرة أن “بريطانيا اختارت بوضوح السير نحو مواجهة مفتوحة مع روسيا”.
وأرفقت الخارجية الروسية تهديدها، بالتحذير من أن “الأسلحة التي يتمُّ ضخُّها إلى أوكرانيا قد ينتهي بها المطاف بيد الإرهابيين في أوروبا نفسها”.